07‏/01‏/2018

المحارب 19

المحارب 19

5
القوة

ما الفرق بين الذي ري نفسه قويا وبين الذي يري نفسه ضعيفاً؟
الإنسان الذي يري نفسه قوياً يعتقد أنه يمتلك القدرة التي تؤهله علي القيام بأي شئ يريده وأما الذي يري نفسه ضعيفاً فإنه يعتقد أنه لا يمتلك القدرة علي فعل مايريده.

إن شعور الإنسان بالقوة أو بالضعف يتغير من موضوع إلي موضوع ومن وضع إلي وضع.
وعندما يشعر الإنسان أن مقود حياته بيديه فإنه سيشعر بالقوة أكثر في أي موضوع وفي أ] وضع كان.

فكما يعيش السمك في المحيط نعيش نحن في محيط ثقافتنا.

يبدأ المحارب بتشكيل نسيج حياته ضمن وعيه بوجود رقصة الحياة بين التبعية وتحقيق الذات .
المحارب يدرك أنه موجود في مكان أبعد مما تقدمه الثقافة له . فالمحارب إنسان يستطيع أن يقول أنا موجود بشكل واع من هنا يستمد قوته.
عندما يصبح الخوف مصدراً للقوة:
أشد أنواع الخوف هو الخوف من الله
ولكن ماذا عن محبة الله؟!
العلاقة التقليدية بين البشر قائمة علي أرضية من الخوف ،
هذا هو مفهومنا عن الانضباط  فالأب أو الأم  أو الجد وحتي الجدة أو أي شخص بيده السلطة يجب أن يكون وجهه عبوساً لكي يحافظ علي الانضباط في البيت وعكس ذلك لن يخاف الآخرون . ولكي يتحقق الانضباط في الصف يجب أن يكون وجه المعلم عبوساً وعكس ذلك لن يتحقق الانضباط في الصف.
وكذلك طبعا يجب أن يكون وجه الدولة ، التي خلقها مجتمع يمتلك ثقافة كهذه ، عبوسا أمام مواطنيها وعكس ذلك سيصبح المواطن مشاكسا

المصدر الحقيقي للانضباط:
ليس الخوف وحده ما يشكل أساساً للقوة ، فهناك أيضا قوة نابعة من وجود هذه القيم
القوة النابعة من القيم قوة لا تقمع الإنسان ولا تذله ، بل تعظم الإنسان وتسمو به عالياً

القوة التي تتمتع بها حياة المحارب ليست نابعة من الخوف فالمحارب شخص نذر نفسه من أجل المستقبل الذي يحمل الكثير من المعاني بالنسبة له.
حيث أسس هذا المستقبل علي بعض المفاهيم الأساسية .
إن قوة المحارب نابعة من كونه نذر نفسه لهذا المستقبل ولهذه القيم الأساسية التي تشكل الأساس المتين لهذا المستقبل .

مستقبل أساسه القيم:
كيف نطبق ذلك علي مهنة التدريس
المدرس: أرغب بتطوير طلابي والوصول بهم إلي أعلي مستوي يمكن الوصول له وأرغب أن يجد الطلبة لدي ما لم يجدوه عند أسرهم من حوافز للتطور، كما كنت أريد أن أزرع لهم أجنحة ليرفرفوا بها ويحلقوا في الفضاء.
الأمر الثاني : أرغب بنقل هذه الرغبة أو هذا الهدف أو هذا الحماس أو سمها ما شئت لزملائي المعلمين.
أي أن المستقبل الذي نذر نفسه في سبيله المعلم هو : العمل مع زملائي الآخرين من أجل خلق جو تعليمي يطور كافة الطاقات التي يمتلكها طلابنا .


أطفالنا أيضاً ، كما الأطفال في الدول المتقدمة يستحقون أن يكونوا سعداء وأن يتطوروا ويستخدموا العقل الذي وهبهم الله إياه.
إننا نحن الكبار نقص أجنحة أطفالنا ونقلمهم ونمنع تطورهم.
هنا ثمة قيمتان أساسيتان:
القيمة الأولي: هي المحبة محبة كبيرة ووراسعة ، محبة لاتنضب تكفي كافة الأطفال
القيمة الثانية: التغيير التغيير عندما يكون متمحوراً حول ذاتك فإنه يتحقق بتطويرك وعندما
يكون متمحورا حول طلابك وزملائك فإنه يتحقق بتطويرهم
أي انه مستقبل قائم علي المحبة والتغيير

الانضباط الناجم عن الخوف يزول بزوال الخوف لكن الانضباط النابع من داخل الشخص لايزول ، بل يستمر طالما أن هذا الشخص ينذر نفسه في سبيل المستقبل.

0 التعليقات: