مطارحات مكيافيلي 43
إدارة الأراضى المحتلة
تسهم الممتلكات التى تحتلها أية جمهورية
إذا لم تحكم حكما صالحا , وتعامل كما كان الرومان يعاملون ممتلكاتهم فى اسقاط تلك
الجمهورية لا فى تقدمها .
الطريقة المثلى للوصول بالجمهورية الى
مراتب العظمة , ولاكتساب هذه الجمهورية ما تشاؤه من توسع امبراطورى , هو ان يزداد
عدد سكانها , وان يجعل من الدول الاخرى حلفاء لها لا رعايا , وان يبعث بجماعات
المستوطنين لاقامة مستعمرات للحفاظ على سلامة البلاد المحتلة ,
وان يودع خزائن
الدولة ما يجمعه من الأسلاب والغنائم , وان يخضع العدو بالغارات والمعارك لا
بالحصار , وان يغنى الخزينة العامة مع الابقاء على الأفراد فقراء , وان يعنى أشد
العناية بالتدريب العسكرى .
الفتوحات مؤذية فى أكثر من الف طريق وطريق
ولاكثر من سبب وسبب .
تعرض جميع انواع الفرص للجنود , للانغماس
فى الشهوات والاسترخاء , مما طمس من عقولهم الضعيفة ذكريات وطنهم . وتتأثر المدن
والمقاطعات المحتلة بهذه الطريقة من فاتحيها , دون حاجة إلى معارك او سفك دماء ,
إذ عندما يتشرب المحتلون عاداتها القبيحة , يغدون فى وضع يعرضهم للهزيمة على أيدى
كل من يقدم على مهاجمتهم .
القوات الاضافية أو القوات المساعدة ,
كثيرة الضرر للغاية , اذ ان من يقبل عونها , سواء اكان اميرا او جمهورية , لا
يستطيع ان يفرض عليها سلطته ابدا , لان صاحب السلطة الوحيد عليها , هو الذى أوفدها
. عندما ينتصر مثل هؤلاء الجنود يفتكون غالبا باولئك الذين جاءوا لنصرتهم .
مطامع الانسان دائما كبيرة الى الحد الذى
يصرفه , رغبة منه فى اطفاء غلتها آنيا , عن التفكير بالشرور التى قد تتوالى عليه
بعد وقت قصير من ارواء هذه المطامع .
0 التعليقات:
إرسال تعليق