مطارحات مكيافيلي 42
الجيش : انضباطه
والأجزاء التى تؤلفه
ان النصر يعتمد على التصميم , وانه طالما
وجد هذا العنصر فى صدور من يقاتلون فإنهم لا يولون الادبار ابدا .
لما كان فى وسع الجيش عن طريق هذا التشكيل
, ان يعيد تنظيمه ثلاث مرات فى غضون معركة واحدة , فان خسارة هذه المعركة تعنى ان
سوء الطالع يجب ان يرافقه ثلاث مرات . وان شجاعة المهاجمين يجب ان تكون كافية الى
الحد الذى يستطيع الصمود الا لهجوم واحد , وهو شأن جميع الجيوش المسيحية , فانه قد
يخسر المعركة بسهولة , اذ أن ارتباكه مرة واحدة , أو اهمال الشجاعة فيه لحظة واحدة
, يعرضه الى فقد كل أمل فى النصر .
السهل الذى دارت فيه معركة رافينا , اذ ان
ادراكها لما يحدثه الانسحاب من اضطراب , عندما تكون الصفوف ممتدة عمقا , يدفعها
الى تجنب ذلك , عندما تستطيع , بمد جبهتها عرضا , كما سبق لى قوله من قبل . أما
اذا كان المجال فى منطقة المعركة ضيقا , فأنها تلجأ الى الترتيب السئ السابق بدون
ان تقدم له اى علاج . وهكذا تتقدم فى هذا التشكيل السئ مجتازة بلاد العدو , سواء
بقصد النهب أو بقصد اداء أية مناورة عسكرية اخرى .
البقاء فى الجناحين , حتى اذا ما ارغم
فرسان حلفائهم على التراجع , لم يصطدموا بهم , ليوقعوا بهم الاضطراب . وعلى الرغم
من سهولة فهم هذه الامور .
التشكيلات عسكرية ثلاثية : يطلق عليها
أسماء المقدمة والقلب والمؤخرة , إلا ان هذا الترتيب لا يخدم أى غرض من الاغراض
سوى توزيع الجنود على كتل .
المدافعين دائما اما وراء لسوار مدنهم , او
مرابطين وراء متاريسهم .
المدفعية تكون عاجزة امام هجوم كثيف مركز .
تظل
المدفعية أكثر نفعا للمهاجمين منها للمدافعين .
يكون الدفاع عن المدينة بالنتيجة , عن طريق
الاشتباك بالسلاح الابيض كما كان يقع فى العصور القديمة , على ان تدعمه بعض وحدات
المدفعية الخفيفة .
او ان اؤكد بأن المدفعية تكون نافعة للجيش
اذا تعززت بالشجاعة التى كان يعرضها الأقدمون , ولا فائدة لها بدون هذه الشجاعة ,
فى مواجهة جيش باسل .
يقوم الرومان دليلا على أفضلية المشاة
على الفرسان كما تثبت ذلك الاجراءات العسكرية القديمة .
المشاة يجب ان يظلوا قاعدة الجيش وعصبه
وان يولوا مكان الأفضلية والتقدير العظيم .
لا يمكن للتغلب على مشاة فى وضع حسن
التنظيم إلا عن طريق المشاة , او إلا بعد مشقة بالغة للغاية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق