مطارحات مكيافيلي 25
انتهي الكتاب الثالث وسيبد أ الأول من التدوينة الادمة ان شاء الله
(قسم ميكافيلي كتابه ثلاث أجزاء وآثرت أن أبدا بالثالث )
الحفاظ على الحرية فى
الجمهورية
على الجمهورية التى تطمع فى الحفاظ على
حريتها ان تتخذ اجراءات احتياطية جديدة كل يوم لتحقيق هذه الغاية وما فعله كوينتوس
فابيوس لاكتساب لقب مكسيوس .
لم تكن رومة تتردد فى اصدار عقوبة قضائية
بالموت على فرقة عسكرية كاملة فى وقت واحد , أو على مدينة بكاملها , ولا فى اصدار
عقوبة الابعاد على ثمانية آلاف أو عشرة آلاف شخص , وان تفرض عليهم اوضاعا استثنائية
, لم تكن تطبق من شخص واحد فقط , و انما من مجموعة بكاملها .
لعل افظع الاعمال الادارية التى جرت على
تطبيقها , الاقتراع عشريا على جنودها , اى ان تختار العاشر بطريق القرعة ليعدم ,
فليس ثمة من عقوبة اكثر ارهابا من هذه العقوبة اذ ابتكرت بقصد عقاب الجماهير .
فعندما ترتكب مجموعة ضخمة من الناس اساءة او هفوة , ولا يعرف من هو مرتكبها او
المسؤول عن ارتكابها , يغدو من المستحيل عقاب الجميع , اذ ان العدد كبير للغاية ,
ولم يكن من العدل فى شئ ان يعاقب البعض ويترك البعض الآخر , اذ ان هذا اجحاف
بالمعاقبين , وتشجيع على من نجوا من العقوبة , لارتكاب الخطأ مره ثانية . اما قتل
الرجل العاشر بطريقة الاقتراع عندما يكون الجميع من المذنبين , فأن من يعاقب يندب
حظه , اما من ينجو من العقوبة هذه المرة , فأنه يخشى ان يتعرض لها مرة ثانية اذا
اساء وشاء له الحظ ان يكون من المعاقبين .
عندما لاحظ كوينتيوس فابيوس , فى المدة
التى عمل فيها رقيبا هذا الوضع , قسم هذه المجموعة المتعددة الاجناس من الوافدين
حديثا , والتى عزا اليها الاضطراب فى المدينة الى اربع (قبائل) , وبعد ان حدد بهذا
الاسلوب مجال نشاطهم , حال بينهم وبين افساد رومة بكاملها . وهكذا تمكن فابيوس بعد
ان ادرك ادراكا صحيحا مصدر المشكلة و اساسها , من تطبيق علاج صحيح , دون ان يبدل
دستور رومة , وقد غدا هذا العلاج مقبولا لدى الاهلين بحيث أطلقوا عليه الاسم الذى
يستحقه وهو مكسيموس .
انتهي الكتاب الثالث وسيبد أ الأول من التدوينة الادمة ان شاء الله
(قسم ميكافيلي كتابه ثلاث أجزاء وآثرت أن أبدا بالثالث )
0 التعليقات:
إرسال تعليق