20‏/08‏/2015

مطارحات مكيافيلي 39

مطارحات مكيافيلي  39


                              الكتاب الثانى

                      نمو الإمبراطورية الرومانية

         يعالج الكتاب الثانى الوسائل التى اعتمدتها رومة فى توسيع امبراطوريتها . ويستند هذا الكتاب على الوصف الذى جاء به تيتوس ليفى , للحروب التى خاضتها رومة .

        هل كانت الفضيلة أو كان الحظ السبب الرئيسى فى حصول رومة على إمبراطوريتها .

        كانت شجاعة جيوشها هى التى حملت رومة على الحصول على إمبراطوريتها , وكانت اجراءاتها الدستورية وعاداتها الغريبة التى تدين بوجودها الى مشروعها الأول , هى التى مكنتها من الحفاظ على ما حصلت عليه .

        رومة لم تشتبك قط فى حربين كبيرتين فى وقت واحد .

        كان الرومان جد حريصين دائما على ان يكون لهم أحد الاصدقاء فى المقاطعات الجديدة ليعمل لهم بمثابة سلم يتسلقون عليه , أو باب ينفذون منه , أو وسيلة تمكنهم من الحفاظ عليها .
        الشعوب التى تحتم على الرومان قتالها ومدى الاصرار الذى اظهرته هذه الشعوب فى الدفاع عن حريتها .
        ليس ثمة من شك فى ان المصلحة العامة لا تراعى مرعاة صحيحة إلا فى الجمهوريات , من حيث تنفيذ كل ما يعمل على دعمها وخيرها , ومهما خسر هذا الشخص العادى او ذلك من جراء هذه المصلحة , فإن عدد الذين ينتفعون منها يكون كبيرا للغاية , مما يدعو الى تحقيق المصلحة العامة على الرغم من تلك الفئة القليلة التى قد تعانى من نتائجها .

           عندما يحل نظام الطغاة محل الحكم الذاتى , فإن أقل ما يفعله هذا الطغيان من شرور هو التوقف عن التقدم وعن النمو فى مضمارى السلطان والثراء , مع العلم ان ما يحدث على الغالب , 

بل اكثر من المعتاد , هو ان يبدأ عهد التدهور والانحطاط . و اذا شاء القدر ان يظهر طاغية ذو كفاية , يمتاز بالحيوية و الفراهة فى الحرب , ويقوم هذا الطاغية بتوسيع ممتلكاته , فأن الفوائد التى تجنى من هذا التوسع لن تعود الى الدولة و انما له هو , اذ انه لا يستطيع اضفاء اوسمة الشرف على المواطنين الشجعان والاختيار من الذين يتحكم فى مصائرهم بطغيانه ,

 لإنه لا يريد ان يجد مبررا لديه للشك فى امرهم . وهو لا يستطيع ايضا ان يسمح للمدن التى يستولى عليها , بأن تبدى خضوعها او تصبح تابعة للمدينة التى يحكمها هو بطغيانه , لان تقوية هذه المدينة ليس من مصلحته فى شئ . فمصلحته تقضى بالإبقاء على الدولة مجزأة بحيث لا تقر كل مدينة او مقاطعة إلا بوجوده هو كحاكمه الأوحد . وبهذه الطريقة وحدها يستطيع الانتفاع هو بشخصه لا ببلاده من ممتلكاته الجديدة . و اذا أراد انسان ان يتأكد من هذا الرأى بمجموعة من الحجج الأخرى , فان عليه ان يقرأ اكزونوفون فى رسالته عن قتل الطغاة .

        الأمير الذى يجعل منك فردا من رعاياه , فلا يقدم على هذا إلا اذا كان متوحشا يخرب البلاد , ويدمر كل ما قام به الانسان من عمل للحضارة , كما يفعل امراء المشرق تماما .

        غدت رومة مدينة عظيمة عن طريق تحطيمها المدن التى كانت حولها , وسماحها للأجانب بالوصول بسهولة إلى أوسمة الشرف عندها .

        على اولئك الذين يخططون لتحويل مدينة الى امبراطورية عظيمة ان يلجأوا إلى كل وسيلة متوافرة لهم , ليحشروا فى مدينتهم اكبر عدد من السكان , اذ ما لم تكن المدينة تضم عددا ضخما من السكان .


        ما يحدث فى الدين واللغة من تبدلات مع الكوارث التى تحل من فيضانات واوبئة تعفى على آثار الماضى وسجلاته .

0 التعليقات: