17‏/08‏/2015

مطارحات مكيافيلي 28

مطارحات مكيافيلي  28


    أهمية المقاضاة العلنية فى الحفاظ على الحرية فى الجمهورية

     مثل هذا التنظيم فائدتان نافعتان كل النفع فى حياة الجمهوريات . اما الفائدة الاولى , فهى ان هذا التنظيم , يحمل المواطنين , خوفا من القضاء والاتهام , على تجنب القيام بأى عمل يضر بمصلحة الدولة . والفائدة الثانية , فهى ان يؤمن المتنفس للمشاعر السيئة التى قد يحس بها الأهلون فى بعض المدن تجاه مواطن معين , لسبب او لآخر , وقد تنمو مع الزمن , واذا تعذر وجود هذا المتنفس , تفاقمت المشاعر الى الحد الذى يدفعها الى القيام بأعمال غير طبيعية , وبأساليب شاذة قد تطيح بالجمهورية كلها فى مهاوى التهلكة ,     والكارثة .

        لجوء الجمهوريات الى خلق متنفس مشروع لغضب الجماهير.

        عندما تستدعى فئة من الناس تقيم فى مدينة من المدن القوى الاجنبية لمساندتها , فان من المسلم به ان هذا الاستدعاء ناجم عن النقس الموجود فى دستور تلك المدينة , من حيث عدم توفيره المنظمة التى تؤمن المتنفس لأحاسيس الشر التى يتعرض لها جميع الناس , والذى يغنيهم عن اللجوء ال الاعمال غير الدستورية .

                    التشهير ضار بالجمهوريات بقدر
                      ما فى الاتهام العلنى من فائدة

       ان الكنز الذى جمع ليقدم الغاليين , لم يعط لهم حقا , و انما اغتصبه بعض المواطنين العاديين , فإذا ما استعيد هذا الكنز , امكن استخدامه فى المصلحة العامة ,  اما بتخفيف عبء الضرائب عن كواهل العامة , او فى اداء بعض الديون الخاصة المعينة . وقد أثر هذا القول تأثيرا كليا على العامة الذين شرعوا يعقدون الاجتماعات ويثيرون الكثير من الفتن فى المدينة وفقا لأهوائهم .

 وقد اغضبت هذه الحالة مجلس الشيوخ , الذى رأى فيها قضية خطرة وبالغة الأهمية , فعين ديكتاتورا عهد اليه بمعالجة الوضع , ووضع حد لحماقة مانليوس . ودعا الديكتاتور تبعا لذلك مانليوس للظهور علنا امام الجميع , وتقابل الرجلان , الديكتاتور يحيط به النبلاء , و مانليوس وقد التف من حوله ابناء العامة . وطلب الديكتاتور الى مانليوس , ان يعلن اسم من يضعون ايديهم على الكنز كما قال , وذلك لأن مجلس الشيوخ كان لا يقل رغبة عن العامة فى معرفة ذلك . ورد مانليوس فلم يدل بأية تفاصيل , وحاول التملص من الموضوع , قائلا انه لا يشعر بضرورة ابلاغ النبلاء بشئ لا يجهلونه . وامر الديكتاتور , بعد ذلك بزجه فى غياهب السجن .

       ليس ثمة من سبيل أفضل لمنع التشهير , من ايجاد منظمة تؤمن التسهيلات اللازمة لتقديم الاتهامات العلنية , وذلك لأن الاتهامات نافعة للجمهوريات بقدر ما هو التشهير ضار ومؤذ .

       يجب على كل من يتولى اقامة جمهورية , ان يخطط لها بطريقة تسمح بتوجيه الاتهام العلنى الى اى مواطن , دون خشية , ودون احترام لشخصه .

 وعندما توفر الامكانات لمثل هذا الاجراء , ويسمح بتطبيقه بصورة صحيحة , فأن من الضرورى جدا عقاب المشهرين .


        من الضرورى ان يكون كل من يرغب فى اقامة حكومة جديدة أو يود اصلاح حكومة قائمة اصلاحا كليا يتجاهل منظماتها القديمة أن يكون صاحب السلطة المطلقة .

0 التعليقات: