مطارحات مكيافيلي 24
قد
يؤدى التهور والجرأة أحيانا إلى نتائج
لا تتحقق عادة
بالأساليب العادية
تقدم البابا من الفريقين عارضا عليهم
التفاهم معهما .
ولكنه عندما تلقى ردودا غامضة ومتباينة مع رأيه هو , قرر ان
يرغمهما على الالتقاء معه فى وجهة نظره , وذلك عن طريق عدم اتساع المجال لهما
لانتهاج أى سبيل آخر .
وهكذا زحف من رومة على رأس أكبر قوات استطاع جمعها , وتقدم
من بولونا , موفدا رسله فى نفس الوقت الى البنادقة يطلب اليهم بواسطتهم البقاء على
الحياد , والى الفرنسيين يسألونهم ارسال القوات لمساعدته .
وهكذا , ضاق أمامهم
الوقت للتفكير , ولما كان من الواضح للطرفين ان البابا سيغضب أشد الغضب اذا ترددا
أو رفضا , فقد أذعنا لرغباته , وبعث الفرنسيون بالعون بينما ظل البنادقة على
الحياد .
على المواطن الصالح أن يتجاهل الاساءات الشخصية
فى سبيل حبه لبلاده
.
عندما يبدو العدو وكأنه يقترف
خطيئة كبيرة
يجب ان يفترض ان هذه الخطيئة , مصطنعة
وزائفة
لا يعقل مطلقا , ان يفتقر الناس الى الحذر
والحيطة على هذا النحو .
ولكن كثيرا ما تعمى الرغبة فى النصر عقول الرجال بحيث لا
يلاحظون الا ما يفعلونه هم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق