17‏/08‏/2015

مطارحات مكيافيلي 26

مطارحات مكيافيلي 26


                                الكتاب الأول

                                   المقدمة

          يتناول الكتاب الأول تلك الحوادث المتصلة بالمراسيم العامة التى يعتقد المؤلف انها جديرة بالتعليق , ونتائجها .. وهو يعالج التطور الدستورى فى رومة منذ أيام الملوك إلى عام 387 ق.م عندما بدأ احتلال ايطاليا . وقد استند إلى الكتب الأربعة الاولى من تاريخ ليفى . وتؤلف الفصول العشرة الأولى المقدمة .

           من شيمة الجنس البشرى عامة الميل إلى التقليل من اعمال بعضهم البعض أكثر من الميل إلى اطرائها .

           الافتقار الى التقدير الصحيح للتاريخ , بسبب عدم تمكن الناس من ادراك اهمية ما يقرأونه , ومن تذوق ما فيه من متع ولذة . وهكذا فكل ما يحدث هو ان تتلذذ الجمهرة الغالبة من الناس , الذين يقرأونه بالاستماع الى ما فيه من احداث مختلفة , دون التفكير فى السير على منوال سيرها , وذلك لأنهم لا يكتفون بالنظر الى انها صعبة المتناول , بل يجدونها مستحيلة التقليد ايضا , وكأن السماء والشمس وعناصر الطبيعة و الانسان , قد اختلفت كلها فى حركتها ونظامها وطاقتها , عما كانت عليه فى الماضى .

        التنظيمات اللازمة للحفاظ على الحرية , وهى تنظيمات كان من اللازم وجودها . بالنظر الى عدم ضمان الملوك لها .

        الواجب يدعو عند تأليف الدول والتشريع لها , الى اعتبار الناس جميعا من الأشرار , والى انهم ينفسون دائما عما فى ضمائرهم من الشر , عندما تتاح لهم الفرصة للتنفيس عنه .
         النبلاء قد تخلوا عن غطرستهم .

          لم تكد مخاوف النبلاء تزول , حتى بدأ هؤلاء ينفثون ما كانوا يضمرونه فى قلوبهم طويلا من سموم كراهيتهم للشعب , وشرعوا يضطهدونه بمختلف السبل والوسائل المتوافرة لديهم .

          الناس لا يفعلون الخير الا اذا اضطروا الى فعله بدافع حاجه , و انهم عندما تتاح لهم فرصة العمل كما يشاؤون , وتتاح لهم الحرية فى الاختيار , فان الاضطراب والفوضى هما المسيطرين .

          عندما تنهار احدى العادات الفضلى , فان الضرورة تحتم قيام تشريع يحل محلها .

         ابتكر تعيين التربيون (المدافعين عن الشعب) , وعهد اليهم بصلاحيات وامتيازات ومراكز , تسمح لهم , بأن يكونوا دائما الوسطاء بين الشعب ومجلس الشيوخ , وان يحدوا من غطرسة النبلاء وجبروتهم 


0 التعليقات: