مطارحات مكيافيلي 26
ابتكر تعيين التربيون (المدافعين عن
الشعب) , وعهد اليهم بصلاحيات وامتيازات ومراكز , تسمح لهم , بأن يكونوا دائما
الوسطاء بين الشعب ومجلس الشيوخ , وان يحدوا من غطرسة النبلاء وجبروتهم
الكتاب الأول
المقدمة
يتناول الكتاب الأول تلك الحوادث
المتصلة بالمراسيم العامة التى يعتقد المؤلف انها جديرة بالتعليق , ونتائجها ..
وهو يعالج التطور الدستورى فى رومة منذ أيام الملوك إلى عام 387 ق.م عندما بدأ
احتلال ايطاليا . وقد استند إلى الكتب الأربعة الاولى من تاريخ ليفى . وتؤلف
الفصول العشرة الأولى المقدمة .
من شيمة الجنس البشرى عامة الميل إلى
التقليل من اعمال بعضهم البعض أكثر من الميل إلى اطرائها .
الافتقار الى التقدير الصحيح للتاريخ
, بسبب عدم تمكن الناس من ادراك اهمية ما يقرأونه , ومن تذوق ما فيه من متع ولذة .
وهكذا فكل ما يحدث هو ان تتلذذ الجمهرة الغالبة من الناس , الذين يقرأونه
بالاستماع الى ما فيه من احداث مختلفة , دون التفكير فى السير على منوال سيرها ,
وذلك لأنهم لا يكتفون بالنظر الى انها صعبة المتناول , بل يجدونها مستحيلة التقليد
ايضا , وكأن السماء والشمس وعناصر الطبيعة و الانسان , قد اختلفت كلها فى حركتها
ونظامها وطاقتها , عما كانت عليه فى الماضى .
التنظيمات اللازمة للحفاظ على الحرية ,
وهى تنظيمات كان من اللازم وجودها . بالنظر الى عدم ضمان الملوك لها .
الواجب يدعو عند تأليف الدول والتشريع
لها , الى اعتبار الناس جميعا من الأشرار , والى انهم ينفسون دائما عما فى ضمائرهم
من الشر , عندما تتاح لهم الفرصة للتنفيس عنه .
النبلاء قد تخلوا عن غطرستهم .
لم تكد مخاوف النبلاء تزول , حتى بدأ
هؤلاء ينفثون ما كانوا يضمرونه فى قلوبهم طويلا من سموم كراهيتهم للشعب , وشرعوا
يضطهدونه بمختلف السبل والوسائل المتوافرة لديهم .
الناس لا يفعلون الخير الا اذا اضطروا
الى فعله بدافع حاجه , و انهم عندما تتاح لهم فرصة العمل كما يشاؤون , وتتاح لهم
الحرية فى الاختيار , فان الاضطراب والفوضى هما المسيطرين .
عندما تنهار احدى العادات الفضلى , فان
الضرورة تحتم قيام تشريع يحل محلها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق