17‏/08‏/2015

مطارحات مكيافيلي 31

مطارحات مكيافيلي 31


                      الانتقال من العبودية الى الحرية

      إذا الف الشعب العيش فى ظل فانه يجد صعبا عليه الحفاظ على حريته إذا تحققت له هذه الحرية بفضل معجزة من المعجزات .

     حكومة الدولة التى تتحرر تستثير عادة الاحزاب التى يعادى بعضها بعضا الى نصرتها , لا الاحزاب المتصادقة . وينتمى الى هذه الاحزاب المتعادية عادة , جميع اولئك الذين كانوا ينعمون بالمحسوبية فى عهد الحكومة الطاغية الذى انقضى ,

 وكانوا قد أتخموا بالثروات التى أغدقها امير تلك الحكومة عليهم . ولما كانوا قد حرموا الآن من هذه الخيرات , فإنهم لا يستطيعون العيش فى قناعة , و انما يجدون انفسهم مرغمين على العمل لإعادة عهد الطغيان لاستعادة السلطات التى فقدوها .

       يكون الرجل الذى يأخذ على عاتقه مهمة حكم الجماهير سواء فى دولة حرة او فى امارة , ثم لا يتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه من أعداء النظام الجديد , قد وضع شكلا للحكم , لا يقدر له ان يعمر طويلا .                 
          

       الشعب الفاسد لا يستطيع الحفاظ على الحرية التى اكتسبها إلا بشق الانفس .

       التشاريع الصالحة لا تجدى الا اذا كانت من وضع انسان فى مركز قوى للغاية يمكنه من فرض الطاعة الى الوقت الذى يكون فيه صلاح الجوهر قد تحقق .

       اذا اريد لدولة تسير فى طريق الانهيار بسبب ما لحق جوهرها من فساد , ان تواجه حالة جديدة من البعث تتحقق فيها , فان هذا البعث لا يكون الا عن طريق الفضيلة التى يتحلى بها انسان ما يعيش فى تلك الآونة , لا عن طريق الفضيلة التى يتمتع بها الجمهور .

      الفرد لا يستطيع ان يعمر طويلا الى الحد الذى يضمن لأية دولة الفت مدة طويلة العادات السيئة , التمكن من اكتساب عادات صالحة جديدة .

     طريق الحفاظ على الحكومة الحرة عندما توجد فى دولة فاسدة أو اقامة هذه الحكومة فى حالة عدم وجودها .
     القوانيين ضرورية للحفاظ على العادات الصالحة .

     يصبح من الضرورى اللجوء الى أساليب استثنائية , كاستخدام القوة , والدعوة الى السلاح , ويتطلب هذا الاجراء قبل القيام بأى شئ آخر ان يعلن الانسان نفسه اميرا على الدولة , حتى يتمكن من التصرف وفقا لما يراه صالحا ومجديا .


    وتفترض اعادة تنظيم الحياة السياسية فى الدولة , وجود رجل صالح , بينما يفترض اللجوء الى العنف , لينصب الانسان نفسه اميرا فى جمهورية , وجود رجل سئ كل السوء ويندر ان نجد رجلا صالحا على استعداد لاستعمال الاساليب السيئة لاعلان نفسه اميرا ,

 على الرغم من وجود غاية طيبة يستهدفها , كما يندر ان نجد رجلا سيئا , على استعداد بعد ان اصبح اميرا للقيام بعمل طيب , او ان يدور فى خلده استخدام السلطة التى حصل عليها بالوسائل السيئة فى اتجاه طيب .

0 التعليقات: