مطارحات مكيافيلي 29
على المرء ان يجعل نصب عينيه كقاعدة
عامة , ان من النادر ان لم يكن من المستحيل , ان تقوم حكومة , سواء أكانت جمهورية
او ملكية , على شكل منظم منذ مستهل عهدها , أو ان تتحول تحولا جذريا عن تنظيماتها
القديمة , إلا إذا كان المشرف على عملية القيام او التحول , شخص واحد ليس إلا .
فمن الضرورى جدا , ان يكون ثمة رجل واحد , ترتكز على تفكيره وطريقته فى العمل ,
أية عملية تنظيم من هذا الطراز . وعلى هذا فأن على المنظم العاقل للدولة , الذى
يستهدف الحكم لا لمصلحته الشخصية بل لتحقيق الخير العام , ولا لمصلحة ذريته بل
لمصلحة الوطن الذى هو مشترك للجميع , ان يحزم أمره على ان يكون صاحب السلطان
الوحيد , ولن يوجه اليه أى انسان عاقل , اللوم , إذا ما قام بأى عمل مهما كلن شاذا
, إذا كان فى هذا العمل , ما يخدم تنظيم المملكة أو انشاء الجمهورية .
على الرغم من ان رجلا واحدا قد يكون
كافيا لتحقيق التنظيم , إلا ان ما حققه لا يمكن ان يعمر طويلا إذا ظل يرتكز إلى
أكتاف رجل واحد , ولكنه قد قد يعمر ,إذا قام الكثيرون على امره , وتطلعوا إلى
الحفاظ عليه .
اللوم الذى يوجه إلى من يقيم نظاما طاغيا
لا يقل عن الثناء الذى يوجه إلى من يشيد جمهورية أو مملكة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق