مطارحات مكيافيلي 41
كثيرا ما يخطئ الناس فى الظن بأن التواضع
يقهر الكبرياء .
التساهل فى احدى النقاط ان ترغم خصمك على
انتزاعها منك بالقوة على ان تتخلى عنها متأثرا بالتهديد باستعمال القوة , ولو انك
أذعنت للتهديد , فأنك انما تفعل ذلك تجنبا للحرب , ولكنك لن تستطيع تجنبها فى معظم
الحالات .
وذلك لأن اولئك الذين كشفت عن نفسك أمامهم بإذعانك , لن يقفوا عند هذا
الحد , بل سيعملون على اغتصاب تساهلات اخرى منك , وكلما قل تقديرهم لك , ازدادت
ثورتهم عليك . وستجد من الناحية الاخرى ان انصارك ومؤيديك , قد فتر حماسهم لك ,
لأنهم رأوا فيك شخصا ضعيفا وخوارا .
أما اذا بادرت الى الاعداد لاستخدام القوة حال
معرفتك بنوايا خصمك حتى ولو كانت قواتك اضعف من قواته , فانه يأخذ فى احترامك ,
ولما كان الحكام الذين سبق لك ان تحالفت معهم سينظرون اليك نظرة التقديم بعد ان
يروا موقفك هذا فإنهم سيكونون على استعداد لمساعدتك عندما تشرع فى التسلح , وهو شئ
ما كانوا ليفعلوه قط لو انك استسلمت منذ البداية .
تكون قرارات الدول الضعيفة عادة مشحونة
بالغموض ويكون البطء فى الوصول اليها مؤذيا كل الاذى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق