20‏/08‏/2015

مطارحات مكيافيلي 41

مطارحات مكيافيلي 41


      كثيرا ما يخطئ الناس فى الظن بأن التواضع يقهر الكبرياء .

      التساهل فى احدى النقاط ان ترغم خصمك على انتزاعها منك بالقوة على ان تتخلى عنها متأثرا بالتهديد باستعمال القوة , ولو انك أذعنت للتهديد , فأنك انما تفعل ذلك تجنبا للحرب , ولكنك لن تستطيع تجنبها فى معظم الحالات .

 وذلك لأن اولئك الذين كشفت عن نفسك أمامهم بإذعانك , لن يقفوا عند هذا الحد , بل سيعملون على اغتصاب تساهلات اخرى منك , وكلما قل تقديرهم لك , ازدادت ثورتهم عليك . وستجد من الناحية الاخرى ان انصارك ومؤيديك , قد فتر حماسهم لك , 
لأنهم رأوا فيك شخصا ضعيفا وخوارا .

 أما اذا بادرت الى الاعداد لاستخدام القوة حال معرفتك بنوايا خصمك حتى ولو كانت قواتك اضعف من قواته , فانه يأخذ فى احترامك , ولما كان الحكام الذين سبق لك ان تحالفت معهم سينظرون اليك نظرة التقديم بعد ان يروا موقفك هذا فإنهم سيكونون على استعداد لمساعدتك عندما تشرع فى التسلح , وهو شئ ما كانوا ليفعلوه قط لو انك استسلمت منذ البداية .



      تكون قرارات الدول الضعيفة عادة مشحونة بالغموض ويكون البطء فى الوصول اليها مؤذيا كل الاذى .

0 التعليقات: