مطارحات مكيافيلي 32
أفكار مختلفة عن ملوك رومة
قد يستطيع الأمير الضعيف , الذى يخلف
أميرا بارزا , الحفاظ على إمارته أما الامير الضعيف الذى يخلف أميرا ضعيفا آخر فلا
يسطتيع الحفاظ على أية مملكة .
الامير الذى يقل فضيلة (يعنى شجاعة ) عن
سلفه , يستطيع الحفاظ على دولته , ويعود الفضل فى ذلك الى فضيلة حاكمها السابق ,
كما يستطيع ان يتمتع بثمار ما بذله من متاعب , ولكن اذا قدر له ان يعمر طويلا , او
اذا لم يظهر ثالث , يعود من جديد الى اظهار فضيلة الاول , فأن المملكة يقضى عليها
بالخراب حتما .
انا أعنى بالامراء (الضعفاء) اولئك الذين
لا يركزون ثقتهم على الحرب .
الامارات والجمهوريات التى لا تملك قواتها
المسلحة الخاصة تتعرض إلى الملامة والتعنيف .
على امراء هذه الايام , وجمهوريات العصر ,
الذين لا يملكون قواتهم الخاصة المسلحة لاغراض الهجوم والدفاع , ان يخجلوا من
أنفسهم . وعليهم ان يعتبروا بالمثل الذى ضربة توللوس , وان يعزوا هذا العيب لا الى
الافتقار الى الرجال الصالحين لان يكونوا جنودا , بل الى خطئهم فى انهم قد اهملوا
تدريبهم على ان يكونوا جنودا .
حيث يوجد الرجال ولا يوجد الجنود , يكون
الخطأ من الحكم والحاكم , لا من خطأ الوضع او الطبيعة .
ان الجنود لا يخلقون فى (لاكيديمونيا) فقط
, بل حيث يؤكد الناس فى أى مكان , شريطة ان يوجد من يحسن القيام بتدريبهم عسكريا .
ـ يجب على المرء ان لا يغامر أبدا بكل ما
يملك على اساس نجاح جزء من قواته .
ـ انه عند توزيع المكافآت والعقوبات فى مدينة حسنة التنظيم يجب ان لا يوازن ابدا
بين الاعمال التى تستحق الملامة وبين تلك التى تستحق الثواب .
ـ ان مما يجفو الحكمة , ان يختار الانسان
سبيلا , اذا كان هناك ما يدعوه الى الشك او اذا كان يشك فى ان الطرف الثانى من الاتفاق
, قد لا يحافظ عليه .
على المرء ان لا يغامر بكل ما يملك إلا على
أساس استخدام قواته كلها وعلى ضوء ذلك , فان من الاذى , الدفاع عن المضائق
والممرات .
لهذا فعندما يسقط المضيق الذى ارتأيت
الصمود فيه , والذى اعتمد عليه شعبك وجيشك , فان هذا الشعب وما تبقى من الجيش ,
سيمتلئان رعبا وفزعا , بحيث يستسلمان , دون ترقب فرصة اخرى لاختبار ما لديهما من
جرأة وشجاعة . وهكذا تكون قد اضعت كل ما تملك , على الرغم من الحقيقة الواقعة ,
وهى انك لم تستخدم الا جزءا من قواتك .
على الجمهوريات ذات التنظيم الصالح ان لا
توازن بين الكافآت والعقوبات عند تعيينها .
لا يمكن لأية جمهورية صالحة التنظيم ان
تسمح لحسنات مواطنيها بأن تمحو ما يرتكبونه من سيئات , وان عليها بعد ان تعين
الثواب للعمل الصالح والعقاب للعمل الصالح , وبعد ان تكون قد كافأت شخصا على ما
قام به من عمل طيب ان تعاقبه اذا ارتكب بعد ذلك أمرا إذا , دون الاكتراث بما سبق
له ان قام به من عمل طيب .
وعندما تحترم هذه القوانين احتراما كليا , تتمتع الدولة
بحريتها أمدا طويلا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق