كتب وكتاب جمل مختارة
الكثير جداً مما يباع في أسواق الغرب من الكتب سيئ بل ضار ، لأنه يختال الناس بقضايا الجنس وحديث الجريمة ، ويتملقهم بالكلام فيما يحبون حتي يعود علي أصحابه بالمال الوفير والصيت البعيد دون مشقة ودون استحقاق ، ولم يبلغ خداع الناس في الكتب ما بلغه في أيامنا هذه
ولا يعجب القارئ إذا قلت له إنني قرأت من سيئ الكتب أكثر مما قرأت من جيدها
وأحسب أنني حميت هذه المختارات من كواسر المؤلفين وقطاع الطرق في عالم التأليف ، فأنت لا تجد في هذا الكتاب شيئاً لأيان فليمنج وهرمان ووك كيروك وهنري ميلر وجريس ميتاليوس وجون أوهارا وجان جينيه وهارولد روبنز ومن إليهم ممن يقرأ الناس من كتبهم مئات الألوف في كل لغة حتي ليقع في الذهن أنهم – دون سواهم – أعلام الفكر في أيامنا ، وماهم إلا غثاء كغثاء السيل
وتجاوزت كذلك عن كتب التسلية من قصص الجرائم والبوليس والمغامرات ، لا تقليلا من شأنها فإن قراءة الجيد منها رياضة ذهنية وإجمام للنفس
هذه القصص وحكايات المغامرات تدخل بالقارئ في ثنايا حياة الناس وتكشف عن الكثير من زوايا العقل الباطن لأهل الغرب ، وهو عقل غريب معقد فيه ألفاف مظلمة ومتاهات مخيفة ومفازات مترامية تخلفت فيه من الحياة الطويلة في الغابات الممطرة والثلوج المتراكمة والمغارات المتهيلة
إني قصدت إلي أفيد وأنفع وزهدت في أن أسلي وأمتع ،
فقد انقضي علينا زمان ونحن نقول إن الكتاب أنيس ورفيق وأن القراءة تسلية وإزجاء فراغ وليس أضر علي التكوين الذهني للأمم من مثل هذا الكلام ، فإن الكتاب ليس مجرد أنيس أو رفيق وإنما معلم ودليل ، والقراءة ليست مجرد تسلية وإزجاء فراغ وإنما هي عمل وتكوين ذهن ، والذي يقرأ ليتسلي إنما هو رجل مسترخ لا ينشط ، والرجل الذي يقرأ ليتعلم رجل يقظ متحفز ، وهذا يتوقف بداهة علي موقفك من الحياة ونظرتك لنفسك ، فإن كنت ممن يجلسون علي سور الحياة ليتفرجوا علي الآخرين فلا عليك قرأت أم لم تقرأ ، فإن حياتك كلها فراغ يزجيه لك الآخرون ، وكل شيئ بالنسبة لك تسلية ولعب وفرجة وتعاسة أيضاً ، إذ ليس في الدنيا أتعس من إنسان يعيش علي هامشها ، وكل صلته ببحر الحياة أن يبل أصابع قدميه ويتأفف من برودة الماء ، في حين أن غيره يركبون ثبج هذا البحر ويسودون أمواجه ويصلون إلي ما وراءه ويغوصون في قاعه ويأتون بكل عجيب
كل كتاب تقرأه إنما هو سلاح جديد من أسلحة المعركة ، وهذا في الحق ما أردت أن أقدم للقاريئ العربي أسلحة جديدة تنفعه
الكثير جداً مما يباع في أسواق الغرب من الكتب سيئ بل ضار ، لأنه يختال الناس بقضايا الجنس وحديث الجريمة ، ويتملقهم بالكلام فيما يحبون حتي يعود علي أصحابه بالمال الوفير والصيت البعيد دون مشقة ودون استحقاق ، ولم يبلغ خداع الناس في الكتب ما بلغه في أيامنا هذه
ولا يعجب القارئ إذا قلت له إنني قرأت من سيئ الكتب أكثر مما قرأت من جيدها
وأحسب أنني حميت هذه المختارات من كواسر المؤلفين وقطاع الطرق في عالم التأليف ، فأنت لا تجد في هذا الكتاب شيئاً لأيان فليمنج وهرمان ووك كيروك وهنري ميلر وجريس ميتاليوس وجون أوهارا وجان جينيه وهارولد روبنز ومن إليهم ممن يقرأ الناس من كتبهم مئات الألوف في كل لغة حتي ليقع في الذهن أنهم – دون سواهم – أعلام الفكر في أيامنا ، وماهم إلا غثاء كغثاء السيل
وتجاوزت كذلك عن كتب التسلية من قصص الجرائم والبوليس والمغامرات ، لا تقليلا من شأنها فإن قراءة الجيد منها رياضة ذهنية وإجمام للنفس
هذه القصص وحكايات المغامرات تدخل بالقارئ في ثنايا حياة الناس وتكشف عن الكثير من زوايا العقل الباطن لأهل الغرب ، وهو عقل غريب معقد فيه ألفاف مظلمة ومتاهات مخيفة ومفازات مترامية تخلفت فيه من الحياة الطويلة في الغابات الممطرة والثلوج المتراكمة والمغارات المتهيلة
إني قصدت إلي أفيد وأنفع وزهدت في أن أسلي وأمتع ،
فقد انقضي علينا زمان ونحن نقول إن الكتاب أنيس ورفيق وأن القراءة تسلية وإزجاء فراغ وليس أضر علي التكوين الذهني للأمم من مثل هذا الكلام ، فإن الكتاب ليس مجرد أنيس أو رفيق وإنما معلم ودليل ، والقراءة ليست مجرد تسلية وإزجاء فراغ وإنما هي عمل وتكوين ذهن ، والذي يقرأ ليتسلي إنما هو رجل مسترخ لا ينشط ، والرجل الذي يقرأ ليتعلم رجل يقظ متحفز ، وهذا يتوقف بداهة علي موقفك من الحياة ونظرتك لنفسك ، فإن كنت ممن يجلسون علي سور الحياة ليتفرجوا علي الآخرين فلا عليك قرأت أم لم تقرأ ، فإن حياتك كلها فراغ يزجيه لك الآخرون ، وكل شيئ بالنسبة لك تسلية ولعب وفرجة وتعاسة أيضاً ، إذ ليس في الدنيا أتعس من إنسان يعيش علي هامشها ، وكل صلته ببحر الحياة أن يبل أصابع قدميه ويتأفف من برودة الماء ، في حين أن غيره يركبون ثبج هذا البحر ويسودون أمواجه ويصلون إلي ما وراءه ويغوصون في قاعه ويأتون بكل عجيب
كل كتاب تقرأه إنما هو سلاح جديد من أسلحة المعركة ، وهذا في الحق ما أردت أن أقدم للقاريئ العربي أسلحة جديدة تنفعه
0 التعليقات:
إرسال تعليق