15‏/03‏/2010

تربية الأبناء في الزمن الصعب 5

إبنك يعيد تربيتك مرة أخري

إن الحديث السري الذي تخاطب به الحضارة الغربية الإنسان الذي يحيا فيها


يقول : إن أردت أن تكون سعيداً فعليك أن تكون أنانيا ، جشعا ، وأن تستغل غيرك بسند من القوانين ، وأن تهرب من الأقوي منك حتي وإن كان الحق معك ، لا مانع من أن تغتصب اللذة بأي طريق ، ولكن احذر أن تكون مسئولاً عن هذه اللذة

الطفل هو مرآة الثقافة والسلوك الإنساني

في السنات الثلاث الأولي للطفل تنطوي علي مشاعر مختلفة ومختلطة ، وهو في هذه المرحلة يفعل الشئ ونقيضه بدون وعي ، لا بل يتصرف دون حاجة إلي تفكير مسبق ، إن الفطرة الأولي هي التي تغلبه

هناك حاجة نفسية أساسية عند الطفل ، حاجة تسمي " حاجة الانضباط والرقابة " لأن الطفل دون رقابة يشعر بالضياع

إن الصبر هو المادة الأساسية التي تغزل منها تربية الأبناء

إن الذين يرغبون في شيخوخة سعيدة مع أبنائهم هم الذين يمنحون الأبناء الفرصة للعمل معهم في أثناء الطفولة وهم الذين يصبرون علي أبنائهم ويحاولون إكساب الأطفال اللغة المناسبة للتعبير عن كل عمل

كل الانحرافات في أوساط الشباب إنما تبدأ بتحد ما


الاعتماد علي النفس وتبادل الاعتماد داخل الأسرة يعزز إحساس الطفل بأسرته ويعزز ثقته بنفسه وإحساسه أنه مسئول عن بعض أعمال الأسرة.

الطفولة هي الإحساس الصادق ، وعندما نحترم الطفل ونكون صادقين معه سوف يبادلنا ذلك علي الفور

نبوية موسي " تحرير الأمم يبدأ من تعليم الأبناء تعليما صحيحاً "

إن لم يتحمل الابن جزءا من مسئوليات البيت فماذا يفعل في الوقت الذي تكون فيه الأم مشغولة عنه وكذلك الأب ؟

فساد الأطفال يبدأ من انفصال أحاسيس الكبار عن أفعالهم وعلي الكبار أن يعلموا أن اتساق الإحساس مع السلوك يؤدي إلي مد هذا العالم بأطفال يشعرون أن المجتمع يحترمهم

الاحترام ببساطة هو أن تصبح مسافة الهواء التي تفصل بين جسد الطفل وجسد الوالدين ممتلئة بالدفء ، والدفء ليس حالة احتضان دائم للطفل ، ولكنه حالة اعتزاز نفسي بأن هذا الطفل جدير بالمستقبل وأن أخطاءه قابلة للإصلاح

بعض هواة الحلول التلفيقية من أطباء النفس الذين أخذوا من العلم قشوره واستولي الأمل عليهم في إيجاد حلول سريعة لمثل هذه المشكلات أي أن يكون كلا الطرفين متساوياً في العلاقة


إن الابن يحب الأب الحازم لأنه ينال مع هذا الأب علاقة أكثردفئاً ولطفاً ، صحيح أن الحزم لا يتيح للابن فرصة أكبر من التدليل ولكن الابن لا يوافق في أعماقه علي مسألة الصداقة مع الأب علي طول الخط

إن كل إنسان منا يحمل صورة والده في داخله ، يتمرد عليها في مراهقته ويقلدها في نضجه ، وكل امرأة تحمل صورة أمها داخلها ، تتمرد عليها في مراهقتها وتقلدها في نضجها

علي الاب والام أن يتجاوزا الإحساس بالذنب الذي يتأرجح فيه بين الاحساس بالالم النفسي وبين عقاب الابناء وعليه أن يسير علي أرض الواقع

رفع القرن العشرين كلمة الكبت كسوط يلهب به ظهور الآباء والأمهات ، حتي صارت التربية الغالبة في العصر الحديث أن تترك للابن الحبل علي الغارب ، فتربيه نيابة عنا المسلسلات التلفزيونية والمربيات المستوردات من الخارج
وقام علماء النفس بجريمة غامضة لم يعاقبهم أحد عليها ، وهي جريمة توزيع كلمات صعبة مثل " احذر أن تصيب ابنك بالاكتئاب " ومثل " احذر أن يكون ابنك إنطوائياً " ومثل " أحذر عقدة أوديب أو عقدة الكترا "
وانهمرت في الصحف والمجلات وجهات نظر علماء النفس وطبعاً كل ما يحكيه العلماء هو افتراضات نظرية وأبحاث في بعض الساطير الاغريقية ، ومحاولة ربط الواقع اليومي بدنيا متخيلة ، وصار الواقع مختلفاً عن النظريات ، وتم توزيع الشك بالعدل والقسطاس المستقيم علي الآباء والأمهات

وطبعا كان أكثر الناس تأثراً بما يقوله هؤلاء العلماء هم الآباء والامهات الجامعيين ، هؤلاء الذين وثقوا بالحضارة المعاصرة وارتبطوا بها ونسوا أنها حضارة تغير جلدها كل خمس سنوات علي الاقل ، وأن الوصول إلي حقائق نهائية في مسائل تربية الاطفال ل يتفق عليها أهل العم وأصحاب النظريات

علي الآباء الحساسين أن يفرغوا آذانهم من تلال النصائح التي ألقاها سيل العلماء في آذانهم ، وأن يلتفت كل أب إلي إحساسه الداخلي

0 التعليقات: