تربية الأبناء في الزمن الصعب 4

الطفل يفتح عينيه منذ الشهر السادس ويبدأ بامتصاص صورة العالم الذي سوف يحيا فيه
عمر تربية الاب والام للابن لا يقل بحال عن واحد وعشرين عاماً ، وهي أطول سيمفونية معزوفة بأنفاس كل أب وأم وأحلامهما وتجاربهما

الابن منذ الشهر السادس يستطيع أن يميز صوت أبيه وصوت أمه ويستطيع أيضاً أن يتفهم مشاعر الأب والأم

الانضباط مفقود في زماننا

الحلوي والمياة الغازية تمد الطفل بلون من الطاقة المزيفة التي لن تدفع جسمه إلي النمو والتي يفرغ منها جسمه عند اللعب

في أوقات الطعام العادية لا يجب أن ننصب لأنفسنا فخاً ، بمعني ألا نقول للطفل ( الا تريد أن تأكل ؟)
إنه من المفروض هو أن يتناول الطفل طعامه مع الأسرة ، فلماذا نضع أمامه الاختيار ؟

علينا نحن الأباء والامهات أن نقدم بشجاعة وهدوء علي ممارسة مهمتنا الطبيعية وهي أن يكون الواحد منا صارما دون قسوة ، وأن يكون حازماً دون جفاف ، وأن يكون حنونا دون انهزام أمام الطفل

بعضاً من رجال علم النفس أشاعوا أن شخصية الطفل ينتهي تكوينها بشكل لا يمكن تغييره عند بلوغه العام الثالث ، وكان هذا لونا من الخطأ البالغ ، إنه خطأ الفهم وخطأ النقل وخطأ عدم الدقة العلمية في تناول أمور علم النفس


إن البعض من هواة الأدب درسوا شخصية نيرون الذي أحرق روما وقالوا إن السبب في فعلته هذه هو طفولته الأولي ، كما أن بعضا من هواة علم النفس درسوا سلوك الفئران وردود أفعالها ثم طبقوا ذلك تطبيقاً لا إبداع فيه علي الانسان ، ويمكن القول أن مثل هذه التطبيقات التي لا تنظر باحترام إلي إرادة الانسان لا تستحق منا حتي النظر إليها
إن الإنسان مخلوق له إرادة وهو يستطيع أن يتغير عندما يريد ذلك
القول بأن شخصية الطفل تتشكل نهائياً في نهاية العام الثالث من عمره هو قول خاطئ تماما ، لأن أحداث الحياة تصقل باستمرار شخصية الإنسان