31‏/03‏/2010

الأمة المسلمة 12

ثانياً: المظهر الثاني لعنصر الإيواء

تنمية قيم الاستقرار والزواج وتكوين الأسر وما يتفرع عن ذلك من توفير للسكن ووسائل المواصلات واعتبار الموجود منها في عداد الملكية العامة إذا اقتضت الظروف ذلك
قال صلي الله عليه وسلم " من كان معه فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له ، ومن كان له فضل زاد فليعد به علي من لا زاد له " صحيح مسلم

ثالثاً : المظهر الثالث لعنصرالإيواء
هو حرمة إقامة الإنسان وعدم طرده أو نفيه من مكان إيوائه

وتتضاعف خطورة نفي الإنسان وإخراجه من مكان إيوائه إذا كان المنفيون من الرسل والدعاة ورجال الفكر والعلم الذين يكرسون جهودهم لإصلاح ما أفسد الناس ،
قال تعالي : " وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها ، وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلاً ، سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ، ولا تجد لسنتنا تحويلاً"
الإسراء – 76 -77
هذه هي سنة الله التي مضت في جميع الرسالات من قبل ، وهي سنة ماضية مستمرة ، فحين تخرج الأمم رسلها ودعاتها وتنفيهم ينزل بها العذاب المدمر ولن تجد لسنة الله تحويلا .

رابعاً : المظهر الرابع لعنصرالإيواء
هو الربط بين الأمن المعيشي والأمن الديني ،
يقترن الأمن المعيشي بالأمن الديني إقتران الوسيلة بالهدف ، فإذا انهدمت الوسيلة وتعطلت فاعليتها صعب تحقيق الهدف
قال تعالي : "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة "
قال ابن زيد : افترضت الصلاة والزكاة جميعاً لم يفرق بينهما وقرأ الآية وأبي الله أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة ، وقال رحم الله أبا بكر ما كان أفقهه !

خامساً: المظهر الخامس لعنصر الإيواء:
هو الربط بين الإيواء والفاعلية السياسية والإدراية

علي رأس الضمانات التي التي تجعل الإيواء حقيقة قائمة في الحياة الاجتماعية هي الوسائل الإدارية والسياسية التي تضمن تحققه واستمراره ، لقد اعتمد في صدر الاسلام علي تقوي الحاكم ورسوخه في العلم ولكن التاريخ أثبت أن هذا الحرص الذي التزمه أبو بكر والاستعفاف الذي تحي به عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لم يتصف به إلا نفرقليل لم يتعد أصابع اليد ، لذلك لا يجوز أن يترك مصير الإيواء المعيشي والاجتماعي لتقوي الحاكمين ومشيئتهم وإنما لابد أن توجه التربية إلي صون الإيواء وحمايته بالتشريعات والمؤسسات التي تقيد به الحاكم وتجعله عرضة للاستجواب والاستفسار والمحاكمة إن أتي ما يخرق هذا الحرص والاستعفاف والتشريع


كذلك لا يجوز أن تترك صدقات الفقراء لمشيئة الأغنياء ليبذلوا الفضلات والفتات والدراهم والقروش التي لا تسد حاجة ولا توقف عوزاً ، وإنما لابد من التشريعات وضرائب الضمان الاجتماعي التي توفر حاجة الأمة في الإيواء بالأساليب الكريمة التي لا تنال من كرامات الناس ولا تعرضهم للمن والأذي إذا لم تكف الزكاة لذلك


أهمية الإيواء :

1- الأمة التي يوجه الحياة فيها الإيواء أمة مفتوحة الأبواب للمؤمنين من جميع الأجناس
2- حين يوجه الإيواء ممارسات الأمة يرتاح الناس من أسباب الصراع الطبقي والعنصري
3- الأمة التي يوجه علاقاتها الإيواء تتمحور قيمها الاجتماعية حول المظهر الاجتماعي للعبادة
4- حين تسود قيم الإيواء في الأمة تتمحور قيمها الإدارية حول الاعداد والتخطيط بدل الارتجال والتفريط وتعد للمستقبل عدته وبذلك تحفظ مجتمعها من الأزمات وحضارتها من الانحطاط والانهيارات
5- حين يشكل الإيواء بعض مكونات الأمة ويغذي دعائمها لا تسمح بارتفاع الأسعار ارتفاعاً ينسف مفهوم الإيواء ، فلا سماح أبداً بزيادة النفقات عن الدخول ولا تترك للاحتكار والاستغلال منفذا ليهز أركان الأمة ويضعف تماسكها وروابطها .

مسؤولية التربية إزاء عنصر الإيواء :


1- بلورة مضامين مظاهر الإيواء
2- إفراز مؤسسات علمية تطور مضامين الإيواء إلي علوم متخصصة تنمو وتتشكل حسب حاجات الزمان والمكان
3- تعميق الولاء لعنصر الايواء ومؤسساته وتطبيقاته والغيرة عليها كلها من عدوان المتسلطين أو المحتكرين
4- تطوير علم اقتصاد إسلامي يبدأ بنصيب الآخرة ويمر بنصيب الدنيا
5- تطوير مفهوم إسلامي للعمل يحتقر العجز والكسل ، ويحارب الاحتيال والجشع ، ويثمر السعادة بالعيش والاستمتاع بالعلاقات والمعاملات

0 التعليقات: