30‏/03‏/2010

الأمة المسلمة 8

العنصر الأول : الأفراد المؤمنون


1- أهمية الافراد المؤمنين كعنصر من عناصرالأمة


الإيمان بالله لا يمد الإنسان بعافية الوسطية ويقيه من مرض الطغيان والهوان إلا إذا استمد محتواه من الاجتماع البشري وتجسدت تطبيقاته في قلب الاجتماع الإنساني ، وأبرز هذه التطبيقات هي :


بلورة " هوية " الإنسان الحقيقية
ومنحه " جنسية " إيمانية واحدة
وتزويده ب " ثقافة " واحدة ذات مؤسسات واحدة

الطاقات الإنسانية الأساسية هي بالأصل محايدة وإيجابية وخيرة ، وهذه الطبيعة الانسانية ليست قوية وصلبه وليست معصومة من الخطأ وإنما هي ضعيفة رقيقة ومن السهل أن تتغلب عليها العادة والضغط الثقافي والاتجاهات الخاطئة

أما الجنسية فالقرآن واضح وصريح في اشتقاق جنسية الإنسان من الأفكار التي يدور في فلكها


"ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل "
ويلحق بجنسية الانسان المؤمن طبقته داخل المة المسلمة وتتقرر هذه الطبقة طبقا لدرجة اتقائه من الإصابة بمرض الطغيان أو الهوان ، وإلي هذا المقياس يشير القرآن
" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وبهذا المقياس ظهرت في مجتمع النبوة طبقة المهاجرين وطبقة الانصار وطبقة الطلقاء وطبقة المنافقين
ولقد أثبت تاريخ الحضارة الإسلامية أنه طالما ظلت جنسية الإنسان المسلم تستمد من " هو سماكم المسلمين" فإن الأمة المسلمة ظلت تعيش لحمل الرسالة إلي الناس في الخارج
أما عن " ثقافة " الإنسان المؤمن فهي تعني هنا القيم ونظم الحياة والإدارة والعادات والتقاليد والأخلاق والفنون التي تجسد الإيمان في تطبيقات عملية تميز حياة المؤمنين عما سواها

والحديث النبوي وتطبيقات السنة يحددان للثقافة والقيم الإسلامية قوائم سلوكية تصل إلي بضع وستين شعبة أو بضع وسبعين تتكون منها مجتمعة ثقافة إيمانية فعالة توجه النشاطات والممارسات وتقيم شبكة علاقات اجتماعية تبلغ بالأمة المسلمة مرتبة الجسد الواحد الذي إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ، كذلك قام لهذه الثقافة الإيمانية حدود مميزة منعتها من التداخل مع الجنسيات والثقافات المستمدة من الانتماءات العرقية والإقليمية والمصالح المادية والتوجهيات القرآنية في هذا الشأن كثيرة صارمة منها قوله تعالي

التوبة 23-24

2- أهمية الهوية والجنسية والثقافة الإيمانية في العالم المعاصر

من الإنصاف أن نقول إن شعوب أوروبا وأمريكا قد نزعت عن الجنسيات فيها قيود السفر والعمل والإقامة وأحالتها إلي مجرد أدوات ل( التعارف) ، تماماً كما يوجه إليه قوله تعالي : " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" الحجرات -13

بينما يستمر فقهاء الملوك والرؤساء يسهمون في تعزيز سجون الجنسيات العصبية وقيودها ومضاعفاتها التي أدت إلي وفاة الأمة الإسلامية ومزقتها في الأرض كل ممزق

3- دور التربية في إخراج الأفراد المؤمنين وتنمية تطبيقات الإيمان في الهوية والجنسية والثقافة
.....
الإيمان بالقدر خيره وشره استهدف إخراج أمة تعي أهمية التفكير السنني القانوني الذي ينفي أثر أهواء ( الأصنام – الانداد) ورغباتهم في مجري الحياة ، والإيقان بأن كل شئ خلقه الله بقدر أي بقانون ثم يكون من ثمار هذا الإيقان الالتزام بالتفكير العلمي والمناهج العلمية في جميع الممارسات والسياسات وأشكال التخطيط والتنفيذ والتقويم

تحتاج التربية الاسلامية إلي :

1- إعادة تأصيل هوية الإنسان واستخراج فطرته الخيرة
2- إعادة تأصيل أساليب استخراج الفرد المؤمن بحيث تتفاعل في نفسه آيات الوحي في الكتاب مع آيات الله في الآفاق والأنفس في مختبرات العلم
3- إعادة تأصيل مفهوم الإيمان ليشمل المظهر الاجتماعي للعبادة ، بدل حصرها في المظهر الديني وحده
4- إبراز أهمية تكامل عناصر الأفراد المؤمنين أي الهوية والجنسية والثقافة والتأكيد علي استحالة الفصل بينها أو وجود أحداها دون الأخري
 

0 التعليقات: