الثوب الضيق
لويجي بيراندللو
الموازنة بين الأدباء وتفضيل واحد منهم علي واحد – كما جري عليه نقادنا القدامي- مذهب قليل الجدوي ، وهو دليل علي ضعف الاحساس الفني عند الناقد ، لأن لكل أديب شخصيته وملكته وطرافته ونواحي إبداعه
الكثير من قصص بيراندللو ومسرحياته يدور حول الثالوث الخالد : الانسان والحقيقة والزمن
سنة 1921 وهي السنة التي مثلت فيها مسرحيته " ست شخصيات تبحث عن مؤلف " فيها انتقل دفعة واحدة إلي مصاف كبار الأدباء ، كان في 54 من عمره
نجاح أتاه في سن عالية بعض الشئ ، ولكنه أحيا كل الجيد من أعماله الماضية ، فدخل بيراندللو عالم المشهورين بإنتاج سالف ضخم ثبت به مكانته
سنة 1934 حصل علي نوبل للآداب
أما القصة فهي
قصة حفل زواج تتعرض فيها أم العروس للموت فجأة فيتعرض الزواج للتأجيل ولكن هناك من يدرك أن في تأجيل الزواج إلغاء له بالكلية وأنه ستفوت تلك الفرصة للمسكينة العروسة فيحاول جاهدا إقناع الحضور والعروسين باستكمال العرس ولو الاجراء فقط حتي تتم الزيجة ولكنه يعاني في محاولته تلك وهو في أثناء محاولته يرتدي ثوبا ضيق و في أثناء إقناعهم ينقطع الكم ويطير في الهواء ويضحك الناس من هذا المنظر الغير مقصود فيجد في ذلك مناسبة للخروج من التزمت والحزن وينجح في إتمام الزيجة
...............................
العهد
فريدريش دورينمات
صار فريدرش دورينمات بالفعل كاتبا كبيرا كبري مسرحياته زيارة السيدة العجوز
وروايته العهد أصبحت من معالم القصص في عصرنا
دورينمات رجل واقعي جداً يقص عليك مايريد في بساطة تحسب معها أن يده كفنان لم تتدخل في العمل قط ، في نهاية القصة فقط نشعر أن بساطته تلك هي عمله كفنان ، وأنها في ذاتها عمل عسير كل العسر .
وهي قصة جريمة قتل يبقي مفتش البوليس فيها باحثا عن القاتل طيلة حياته حتي تحطم هو نفسه وضاع
فيها يدور حوار حول الحرية والمسؤلية
حرية كل مواطن في أن يقول مايريد وفي أن يستمع الناس له في احترام ، ثم مسئولية كل مواطن عن كل عمل يقوم به ، وهي مسئولية كاملة لا تعرف التجزئة أو التحايل أو إلقاء بعضها علي الغير .
الصداقة التي تتخطي كل حدود وتربط القارئ والكاتب هذه الصداقة التي يعتبرها الكاتب مكافأته الكبري
...........................................
رحلات مع شارلي
جون شتاينبك
لكل منا كتابه المفضلون ، وهم الذين نشعر ونحن نقرأ لهم أن بيننا وبينهم مودة ومشاركة في العواطف وتشابها في النظرة إلي الحياة ، هذه الوشائج التي تقوم بيننا وبين من نفضله من الكتاب هي التي تحدد مكان كل منهم وتقرر نصيب أدبه من البقاء والزوال ..
لأن الأديب بمن يقرأونه لا بما يكتب ي ذاته ، ومن بين كتابالعصر كان جون شتاينبك هو الاقرب إلي نفسي منذ أن ترجمت له قصة " ثم غاب القمر " وهي أصغر قصصه حجماً وإن كانت أغناها بخصائصه كإنسان يقدس الحرية والحق وينفر من الظلم والخيانة والخداع ..
وأعتقد أن بعض صفحات من مراعي الفردوس 1932 جديرة بأن تعد من أجمل ما كتب الكتاب في أيامنا هذه
ومن أجمل قصصه وأعمقها وآخرها ظهورا شتاء السخط
من خصائص الرجال ذوي الهمة أن متاعب الأيام تزيدهم حيوية وقوة
لقد قطعت مع شتاينبك صفحات كثيرة جداً دون أن أظفر بشئ ذي قيمة حقيقية عن أمريكا والامريكيين ( القصة تدور حول رجل وكلبه يقوما برحلات في امريكا )
إننا نقرأ هذه الكتب لنتعلم ونستفيد ، لا لكي نقرأ ألفاظاً وجملا لطيفة كأننا نقرأ مقامات الحريري
وليس معني ذلك أنك تمل مع هذا الكاتب لحظة واحدة ، هؤلاء الكتاب الكبار كسبوا من المران والخبرة ما يستطيعون به أن يشغلوك دائماً بما يقولون ، طريقتهم في الكتابة طريقة جذابة تدل علي أستاذية التفاتات أذهانهم ولمحاتهم الفنية لا تفارقهم أبداً
جون شتاينبك قصاص يعرف كيف يرسم شخوصاً ويخلق حوادث ويدير حواراً ويصل إلي حقائق النفس الإنسانية عن طريق ما يرسم ويخلق ويدير ، إنه من أولئك الكتاب الذين يعيشون للقصة وحدها ، يمارسونها في صبر وحب وعن قدرة وإدراك ومن خصائص الفن القصصي أنك لا تصل إلي الشفوف فيه (التفوق) إلا إذا انقطعت له ، وقلما نجد قصصياً بارعاً وله في فن آخر من فنون الأدب مشاركة ، اللهم أن يكون الأدب المسرحي .
يقول شتاينبك : إنني تبينت بالتجربة أنني أعجب بكل الشعوب وأكره كل الحكومات .. إن الحكومات قديرة علي أن تشعرك بأنك من الصغر والحقارة بحيث تحتاج بعد ذلك إلي جهد كبير لكي تعيد إلي نفسك شعورك بنفسك وأهميتها
إن شتاينبك في هذا الكتاب مجامل كبير وهذه صفة من صفات الكتاب الذين أسنوا : يريدون أن يحبهم الناس ويقبلوا عليهم ، ولا يريدون أن يسيئوا إلي أحد أو يجرحوا شعور إنسان .
لويجي بيراندللو
الموازنة بين الأدباء وتفضيل واحد منهم علي واحد – كما جري عليه نقادنا القدامي- مذهب قليل الجدوي ، وهو دليل علي ضعف الاحساس الفني عند الناقد ، لأن لكل أديب شخصيته وملكته وطرافته ونواحي إبداعه
الكثير من قصص بيراندللو ومسرحياته يدور حول الثالوث الخالد : الانسان والحقيقة والزمن
سنة 1921 وهي السنة التي مثلت فيها مسرحيته " ست شخصيات تبحث عن مؤلف " فيها انتقل دفعة واحدة إلي مصاف كبار الأدباء ، كان في 54 من عمره
نجاح أتاه في سن عالية بعض الشئ ، ولكنه أحيا كل الجيد من أعماله الماضية ، فدخل بيراندللو عالم المشهورين بإنتاج سالف ضخم ثبت به مكانته
سنة 1934 حصل علي نوبل للآداب
أما القصة فهي
قصة حفل زواج تتعرض فيها أم العروس للموت فجأة فيتعرض الزواج للتأجيل ولكن هناك من يدرك أن في تأجيل الزواج إلغاء له بالكلية وأنه ستفوت تلك الفرصة للمسكينة العروسة فيحاول جاهدا إقناع الحضور والعروسين باستكمال العرس ولو الاجراء فقط حتي تتم الزيجة ولكنه يعاني في محاولته تلك وهو في أثناء محاولته يرتدي ثوبا ضيق و في أثناء إقناعهم ينقطع الكم ويطير في الهواء ويضحك الناس من هذا المنظر الغير مقصود فيجد في ذلك مناسبة للخروج من التزمت والحزن وينجح في إتمام الزيجة
...............................
العهد
فريدريش دورينمات
صار فريدرش دورينمات بالفعل كاتبا كبيرا كبري مسرحياته زيارة السيدة العجوز
وروايته العهد أصبحت من معالم القصص في عصرنا
دورينمات رجل واقعي جداً يقص عليك مايريد في بساطة تحسب معها أن يده كفنان لم تتدخل في العمل قط ، في نهاية القصة فقط نشعر أن بساطته تلك هي عمله كفنان ، وأنها في ذاتها عمل عسير كل العسر .
وهي قصة جريمة قتل يبقي مفتش البوليس فيها باحثا عن القاتل طيلة حياته حتي تحطم هو نفسه وضاع
فيها يدور حوار حول الحرية والمسؤلية
حرية كل مواطن في أن يقول مايريد وفي أن يستمع الناس له في احترام ، ثم مسئولية كل مواطن عن كل عمل يقوم به ، وهي مسئولية كاملة لا تعرف التجزئة أو التحايل أو إلقاء بعضها علي الغير .
الصداقة التي تتخطي كل حدود وتربط القارئ والكاتب هذه الصداقة التي يعتبرها الكاتب مكافأته الكبري
...........................................
رحلات مع شارلي
جون شتاينبك
لكل منا كتابه المفضلون ، وهم الذين نشعر ونحن نقرأ لهم أن بيننا وبينهم مودة ومشاركة في العواطف وتشابها في النظرة إلي الحياة ، هذه الوشائج التي تقوم بيننا وبين من نفضله من الكتاب هي التي تحدد مكان كل منهم وتقرر نصيب أدبه من البقاء والزوال ..
لأن الأديب بمن يقرأونه لا بما يكتب ي ذاته ، ومن بين كتابالعصر كان جون شتاينبك هو الاقرب إلي نفسي منذ أن ترجمت له قصة " ثم غاب القمر " وهي أصغر قصصه حجماً وإن كانت أغناها بخصائصه كإنسان يقدس الحرية والحق وينفر من الظلم والخيانة والخداع ..
وأعتقد أن بعض صفحات من مراعي الفردوس 1932 جديرة بأن تعد من أجمل ما كتب الكتاب في أيامنا هذه
ومن أجمل قصصه وأعمقها وآخرها ظهورا شتاء السخط
من خصائص الرجال ذوي الهمة أن متاعب الأيام تزيدهم حيوية وقوة
لقد قطعت مع شتاينبك صفحات كثيرة جداً دون أن أظفر بشئ ذي قيمة حقيقية عن أمريكا والامريكيين ( القصة تدور حول رجل وكلبه يقوما برحلات في امريكا )
إننا نقرأ هذه الكتب لنتعلم ونستفيد ، لا لكي نقرأ ألفاظاً وجملا لطيفة كأننا نقرأ مقامات الحريري
وليس معني ذلك أنك تمل مع هذا الكاتب لحظة واحدة ، هؤلاء الكتاب الكبار كسبوا من المران والخبرة ما يستطيعون به أن يشغلوك دائماً بما يقولون ، طريقتهم في الكتابة طريقة جذابة تدل علي أستاذية التفاتات أذهانهم ولمحاتهم الفنية لا تفارقهم أبداً
جون شتاينبك قصاص يعرف كيف يرسم شخوصاً ويخلق حوادث ويدير حواراً ويصل إلي حقائق النفس الإنسانية عن طريق ما يرسم ويخلق ويدير ، إنه من أولئك الكتاب الذين يعيشون للقصة وحدها ، يمارسونها في صبر وحب وعن قدرة وإدراك ومن خصائص الفن القصصي أنك لا تصل إلي الشفوف فيه (التفوق) إلا إذا انقطعت له ، وقلما نجد قصصياً بارعاً وله في فن آخر من فنون الأدب مشاركة ، اللهم أن يكون الأدب المسرحي .
يقول شتاينبك : إنني تبينت بالتجربة أنني أعجب بكل الشعوب وأكره كل الحكومات .. إن الحكومات قديرة علي أن تشعرك بأنك من الصغر والحقارة بحيث تحتاج بعد ذلك إلي جهد كبير لكي تعيد إلي نفسك شعورك بنفسك وأهميتها
إن شتاينبك في هذا الكتاب مجامل كبير وهذه صفة من صفات الكتاب الذين أسنوا : يريدون أن يحبهم الناس ويقبلوا عليهم ، ولا يريدون أن يسيئوا إلي أحد أو يجرحوا شعور إنسان .
0 التعليقات:
إرسال تعليق