01‏/12‏/2010

سيكولوجية الجماهير 8

سيكولوجية الجماهير 8


العوامل البعيدة المشكلة لعقائد الجماهير وآرائها


العوامل البعيدة تجعل الجماهير قادرة علي تبني بعض القناعات وغير مؤهلة لتبني قناعات أخري ، فهذه العوامل تمهد الأرضية لتبرعم وانبثاق الأفكار الجديدة التي تدهشنا بقوتها ونتائجها ولكن عفوية انبثاقها ليست إلا شيئا سطحيا وظاهريا ويخبئ وراءه عادة عملا طويلا وبطيئا سابقا


أما العوامل المباشرة فهي تلك التي إذا ما تراكبت علي العمل التمهيدي الطويل الذي لا يمكنها أن تفعل فعلها بدونه ، أثارت الإقتناع الفعال لدي الجماهير


مثلا الثورة الفرنسة عواملها البعيدة نقد الكتاب والمفكرين للنظام القديم ، ثم ابتزاز هذا النظام القديم وتجاوزاته ، وهكذا تمت تهيئة روح الجماهير للثورة واستطاعوا تجييشها فيما بعد بواسطة عوامل مباشرة كخطابات الخطباء مثلا ومقاومة البلاط الملكي لإجراء اصلاحات زهيدة لم تعد ذات معني


ومن العوامل البعيدة :


1- العرق:


العرق بمجرد أن تتشكل خصائصه وعقائده ومؤسساته وفنونه وباختصار كل عناصر حضارته حتي تصبح التعبير الخارجي لروحه ، إن قوة العرق كبيرة إلي درجة أنه لا يمكن لأي عنصر أن ينتقل من أي شعب إلي آخر دون أن يتعرض للمتغيرات الأكثر عمقا


فالبيئة والظروف والأحداث تمثل المقترحات الاجتماعية الخاصة باللحظة ، ويمكنها أن تمارس فعلا مهما ، ولكن دائما مؤقتا ، إذا كانت مضادة لمقترحات العرق أي لكل سلسة الأسلاف والآباء والأجداد

(إيهاب : مزيد من التفاصيل في ملخص كتاب السنن النفسية لتطور الأمم علي هذا الرابط http://giftbooks.blogspot.com/2009/02/5_15.html
)


2- التقاليد الموروثة :


التقاليد الموروثة تمثل خلاصة العرق ، والقادة الحقيقيون للشعوب هم تقاليدها الموروثة ، لا يمكن لأي حضارة أن توجد بدون تقاليد ، أي بدون روح قومية


بدون تقاليد ثابتة لا يمكن أن توجد حضارة وبدون الإزالة البطيئة والتدريجية لهذه التقاليد لا يمكن أن يوجد تقدم ، والصعوبة تكمن في إيجاد توزان عادل بين الثبات والتحول وهذه الصعوبة ضخمة جدا

بالتالي إن المهمة الأساسية الملقاة علي عاتق شعب ما ينبغي أن تكمن في الحفاظ علي مؤسسات الماضي عن طريق تعديلها شيئا فشيئا . وإنها لمهمة صعبة وشاقة


0 التعليقات: