12‏/12‏/2010

إدارة المعرفة والإبداع المجتمعي 11

إدارة المعرفة والإبداع المجتمعي 11

فترة التلكؤ عندما تطول

المقصود بفترة التلكؤ هي تلك المسافة الزمنية الفاصلة بين ظهور الشئ وتطبيقه ، والانتفاع به والاستفادة منه في الحياة العملية ، وهو انعكاس لديناميكية وكفاءة المنظومة الحياتية ، وهذه المسافة تطول جدا في المجتمعات المتخلفة
وتكاد تنعدم في المجتمعات المتقدمة حيث الإبداع أعلي ما يمكن ، وعندما تطول هذه المسافة الزمنية ( فترة التلكؤ) فإن سلسلة من الأضرار تتوالي في الحدوث ، وإذا كانت هذه الأضرار بوجه عام من مجرد الإحباط علي المستوي الفردي وتصل إلي حد التهميش المزمن للإبداع المجتمعي العام فإن المهم الانتباه إلي أن هذه الأَضرار تنقسم إلي قسمين :
1- أضرار مباشرة ومحسوسة مثل تأخر علاج مريض أو تأخر تنفيذ فكرة
2- وهو الأخطر عدم حدوث شئ كان يمكن أن يكون لحدوثه نتائج إيجابية جدا

لمجابهة التلكؤ ثلاث أبعاد :


1- البعد المعرفي :وهو أكثر الأشياء تسارعا وتعاظما في النمو عبر الزمن وهي الآلية الرئيسية للتنافسية والكوكبية ، ففي المعرفة تكمن وسائل تشخيص التلكؤ وعلاجه حيث يلزم للقضاء علي التلكؤ معرفة موضوعية بنماذجه وأبعاده وتشابكاته وانعكاسات ، فضلا عن أن في المعرفة تكمن تقنية البناء التراكمي للمعلومات والأفكار الخاصة بتقدم الوطن كبديل لتشتت وفناء هذه المعلومات والألإكار


2- البعد المنظومي : الوطن منظومة كبيرة تتضمن منظومات أصغر فأصغر ، وإن لكل منظومة من هذه المنظومات بنيتها ووظائفها العامة ، ومجابهة التلكؤ تحتاج إلي إدارة تهدف إلي متابعة وتقليص تداخلات التلكؤ مع الوظائف العامة للمنظومات ومع بنياتها


3- البعد الوطني : مجابهة التلكؤ لا تأتي بثمارها إلا من خلال توجه وطني عام يترجم الحرب علي التلكؤ إلي قيم ومعايير وممارسات تكون واضحة ومعلنة وتجري متابعتها علنا في كل المجالات

من شأن تقليص فترة التلكؤ تحقيق إنجازات وطنية مثل:


1- تقليل المفقود من الأفكار ومن الزمن


2- زيادة فعالية الفكر


3- حماية عمليات تحول مخزون الميزات النسبية ( حضارة وبشر و ...إلخ) إلي ميزات تنافسية


4- توسيع وزيادة كفاءة المشاركة الشعبية والروح الديقراطية في مجابهة المشكلات الحياتية ( مثل المرور والإسكان والصحة و...) وفي إنجاز التطويرات الاجتماعية والسياسية


5- رعاية وتقوية الشعور بالانتماء

نحن مقبلون علي زمن تتلاشي فيه تماما فواصل المكان والزمان بين العلم والتكنولوجيا والإنتاج والخدمات زمن تئول فيه فترة التلكؤ إلأي الصفر لذا هناك حاجة ماسة لأن نكون جميعا ضد التلكؤ عملا وفكرا

0 التعليقات: