05‏/12‏/2010

سيكولوجية الجماهير 17

سيكولوجية الجماهير 17


إن القادة المحركين يتحركون قليلا جدا بواسطة العقل والمحاكمة العقلية ، وكثيرا جدا بواسطة هيبتهم الشخصية ، وإذا ما عرتهم منها حالة ظرفية ما فإنهم يفقدون كل تأثير ونفوذ


إن المجالس النيابية السياسية هي آخر محل في الأرض يمكن للعبقرية أن تشع فيه ،


فلا أهمية فيه إلا للفصاحة الخطابية المتناسبة مع الزمان والمكان ، وللخدمات المقدمة للأحزاب السياسية لا للوطن

إن محرك الجماهير المزود بهيبة كافية يمتلك سلطة مطلقة تقريبا


إن محرك الجماهير نادرا ما يسبق الرأي العام ، بل هو يجهد في الغالب الأعم في تبني أخطائه

المجالس النيابية المستثارة بما فيه الكفاية والمنومة مغناطيسيا تبرز نفس الخصائص كبقية الجماهير ، فهي تصبح عبارة عن قطيع غنم متحرك يخضع لكل الدوافع الغريزية

وعلي الرغم من كل صعوبات تسيير المجالس النيابية ، فإنها تمثل أفضل طريقة وجدتها الشعوب حتي الآن من جل حكم ذاتها ، ثم بشكل أخص من أجل التخلص إلي أبعد حد ممكن من نير الإستبداد والطغيان الشخصي


ولا يهددها إلا خطران جديان هما : التبذير الاجباري للميزانية ، والتقييد التدريجي علي الحريات الفردية

كان هيربرت سبنسر قد بين في كتاب قديم أن زيادة الحرية الظاهرية يعني التنقيص من الحرية الحقيقية

إن التقليص التدريجي لكل الحريات لدي بعض الشعوب يبدو أنه ناتج عن شيخوختها بقدر ما هو ناتج عن النظام السياسي ، نقول ذلك علي الرغم من مظاهر التحلل والإباحية التي قد توهم هذه الشعوب بامتلاك الحرية

بعد أن تصل الحضارة إلي مستوي معين من القوة والتعقيد فإنها تتوقف عن النمو والكبر ، وما أن تتوقف عن الكبر حتي تصبح مدانة بالانحطاط السريع وعندئذ تدق ساعة الشيخوخة دون إبطاء


ومن صفات هذه الساعة المحتومة وهن يصيب المثال الأعلي الذي كان يدعم روح العرق البشري الصانع لهذه الحضارة

هذه هي دورة الحياة الخاصة بشعب ما : أي الانتقال من حالة البربرية إلي حالة الحضارة عن طريق ملاحقة حلم ما ثم الدخول في مرحلة الإنحطاط والموت ما أن يفقد هذا الحلم قوته .

0 التعليقات: