01‏/12‏/2010

سيكولوجية الجماهير 6

سيكولوجية الجماهير 6

أفكار الجماهير:


الأفكار تستعصي علي الجماهير إذا لم تتخذ هيئة بسيطة جدا ، لذا ينبغي لكي تصبح شعبية أن تتعرض لتحويل كامل


وبمجرد أن تتوصل فكرة ما إلي الجماهير وتقدر علي تحريكها فإنها تصبح معراة من كل ما صنع رفعتها وعظمتها


والواقع أن القيمة المراتبية الهرمية لفكرة ما لا أهمية لها وحدها الآثار الناتجة عنها ذات أهمية .

كل رجالات الدولة السياسيين يعرفون اليوم ما الذي تشتمل عليه الأفكار الأساسية المذكورة آنفا من أخطاء ولكن بما أن تأثيرها علي النفوس لا يزال قويا حتي الآن ، فإنهم مضطرون للحكم بموجبها علي الرغم من أنهم انفكوا عن الإقتناع بحقيقتها


خيال الجماهير ( مخيلة الجماهير):


كان الخبز والعروض المسرحية يشكلان قديما مثال السعادة بالنسبة لكل الناس في روما القديمة ، ولم يتغير هذا المثال إلا قليلا علي مدار العصور المتتابعة


ولهذا السبب نجد أن رجالات الدولة الكبار في كل العصور وفي كل البلدان بما فيها الأكثر استبدادا قد اعتبروا الخيال الشعبي بمثابة أكبر دعم لسلطتهم


قال نابليون : " لم أستطع إنهاء حرب الفاندي لا بعد أن تظاهرت بأني كاثوليكي حقيقي ، ولم أستطع الاستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم تقي ، وعندما تظاهرت بأني بابوي متطرف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا ، ولو أنه اتيح لي أن أحكم شعبا من اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان "


ربما لم يفهم أي رجل كبير في العالم منذ الإسكندر المقدوني والقيصر كيف ينبغي جذب الجماهير والتأثير علي مخيلتها مثلما فهم نابليون فقد كان همه الأول والدائم الضرب علي وترها وإدهاشها وكان يفكر فيها أثناء انتصاراته وخطبه وخطاباته وفي كل حالاته

من المهم هنا عرض الأشياء ككتلة واحدة وبدون تبيان منشئها أو ولادتها ، فمائة جريمة صغيرة أو مائة حادث صغير لا تؤثر أبداً علي مخيلة الجماهير ولا تحركها ، ولكن جريمو واحدة كبيرة أو كارثة واحدة كبيرة تؤثران عليها بعمق حتي ولو كانت نتائجهما أقل بكثير من النتائج القاتلة لمائة حادث مجتمعة


نستنتج من ذلك أنه ليست الوقائع بحد ذاتها هي التي تؤثر علي المخيلة الشعبية ، وإنما الطريقة التي تعرض بها هذه الوقائع

0 التعليقات: