05‏/12‏/2010

سيكولوجية الجماهير 10

سيكولوجية الجماهير 10

العوامل المباشرة التي تساهم في تشكيل آراء الجماهير

1- الصور ، والكلمات ، والعبارات (أو الشعارات):


إذا لم نكن نمتلك الصور فإنه من الممكن أن نثيرها في مخيلة الجماهير عن طريق الإستخدام الذكي والصائب للكلمات والعبارات المناسبة ، فإذا ما استخدمناها بشكل فني لبق فإنها تستطيع عندئذ أن تمتلك القوة السرية التي كان اتباع السحر يعزونها إليها في الماضي

الكلمات التي يصعب تحديد معانيها بشكل دقيق هي التي تمتلك أحيانا أكبر قدرة علي التأثير والفعل مثل: ديمقراطية ، اشتراكية ، مساواة ، حرية ، إلخ ..


الكلمة ليست إلا الزر الذي نكبسه لكي تخرج الصور فوراً

مع المخزون من الصياغات التعبيرية والأشياء المبتذلة المتعلمة في الطفولة فإننا نمتلك كل ما يلزمنا من أجل عبور الحياة بدون الحاجة المتعبة والمضنية لأن نفكر


ما هي أوجه التشابه التي يمكن أن توجد بين مؤسسات الإغريق والمؤسسات التي نعرفها حالياً وتحمل نفس الأسماء ؟


فماذا كانت تعني الجمهورية آنذاك ، اللهم إلا مؤسسة أرستقراطية مشكلة من اتحاد مستبدين صغار يهيمنون علي جمهور من العبيد الخاضعين للإستعباد المطلق ؟ وهذه الارستقراطيات القروية المرتكزة علي نظام العبودية ماكان بإمكانها أن توجد لحظة واحدة لولاه ، وإذن فما العلاقة بين جمهوريتهم وجمهوريتنا؟


نستنتج من ذلك أن الكلمات ليس لها إلا معان متحركة ومؤقتة ومتغيرة من عصر إلي عصر ، ومن شعب إلي شعب ، وعندما نريد أن نؤثر علي الجمهور بواسطتها ، فإنه ينبغي علينا أولاً أن نعرف ما هو معناها بالنسبة له في لحظة معينة ، وليس معناها في الماضي أو معناها بالنسبة لأفراد ذوي تكوين عقلي مختلف ، فالكلمات تعيش كالأفكار

وعندما تشعر الجماهير بنفور عميق من الصور التي تثيرها بعض بعض الكلمات وذلك علي أثر الإنقلابات السياسية والمتغيرات التي أصابت العقائد ، فإن الواجب الأول لرجل الدولة الحقيقي هو تغيير هذه الكلمات دون أن يمس الأشياء ذاتها بالطبع.

فكلمة ديمقراطية تعني لدي اللاتين بشكل خاص إمحاء الإرادة وحس المبادرة لدي الفرد لكي تصبحا تابعتين للدولة


فهذه الأيرة تصبح مسؤولة أكثر فأكثر عن القيادة وتطبيق المركزية واحتكار تسيير الأمور والتصنيع ، وإليها تلجأ كل الأحزاب بدون استثناء من راديكالية واشتراكية وملكية ، وذلك بشكل مستمر ، وأما لدي الأنغلوساكسون وخصوصا في أمريكا فإن كلمة ديمقراطية ذاتها تعني علي العكس التنمية المكثفة للإرادة وللفرد ، كما وتعني إمحاء الدولة وضعف دورها في تسيير الأمور ، ففيما عدا قطاعات البوليس والجيش والعلاقات الديبلوماسية لا تقود الدولة أي شئ بما في ذلك قطاع التعليم ، وبالتالي فإن نفس الكلمة تعني لدي هذين الشعبين معني مختلفا كليا

0 التعليقات: