سيكولوجية الجماهير 15
محدودية تغير كل من عقائد الجماهير وآرائها
عقائد الجماهير وآراءها تشكل طبقتين متمايزتين تماما فمن جهة نجد العقائد الإيمانية الكبري والدائمة التي تدوم قرونا عديدة والتي ترتكز عليها حضارة بأكملها ، وهناك من جهة أخري الآراء العابرة والمتغيرة التي تتفرع غالبا عن مفاهيم عامة يشهد ظهورها وموتها كل عصر
العقائد الكبري العامة فذات عدد محصور جدا ، وتشكلها وتلاشيها يمثلان بالنسبة لكل عرق تاريخي نقاط الذروة في تاريخه ، إنها تشكل الهيكل العظمي للحضارات
أما الرأي العابر فينفذ بسهولة إلي روح الجماهير ، ولكن من الصعب جدا أن ترسخ فيه عقيدة دائمة ، كما أنه من الصعب تدمير هذه العقيدة بعد تشكيلها ، لا يمكن تغييرها إلا بعد ثورات عنيفة ، وفقط بعد أن تكون العقيدة قد فقدت تقريبا كل هيمنتها علي النفوس ، إن الثورات تساعد عندئذ علي التدمير الكلي للعقائد التي أصبحت مهجورة ولكنها لا تزال رازحة بسبب نير الأعراف والتقاليد والثورات التي تبتدئ تعني بالضرورة عقائد إيمانية تحتضر
وبدءا من اللحظة التي يأخذ فيها الناس بمناقشة عقيدة كبري ونقدها فإن زمن احتضارها يكون قد ابتدأ، ولكن حتي عندما تتزعزع أسس عقيدة راسخة ما فإن المؤسسات المتفرعة عنها تبقي محافظة علي قوتها ولا تتلاشي إلا ببطء ، وعندما تفقد أخيرا كل سلطة فإن كل ما كانت تدعمه يتهار.
ولم يحصل سابقا في التاريخ أن غير شعب ما عقائده دون أن يضطر فورا إلي تغيير عناصر حضارته
وما أن تنزرع عقيدة جديدة في روح الجماهير حتي تصبح ملهمة لمؤسساته وفنونه وسلوكه ، وتكون هيمنتها علي النفوس مطلقة عندئذ ، ويحلم رجال الممارسة والإنخراط بإنجازها علي أرض الواقع ، ويحلم المشرعون بتطبيقها ، ويهتم الفلاسفة والفنانون والأدباء بترجمتها بأشكال شتي
الغياب الكامل لتوجيه الرأي العام ثم انحلال العقائد العامة في نفس الوقت أديا في نهاية المطاف إلي التفتيت الكامل لكل القناعات واليقينيات ثم إلي شيوع اللامبالاة المتزايدة لدي الجماهير والأفراد في آن معا ، وذلك في كل ما يخص مصالحها المباشرة
الإنسان الحديث مصاب باللامبالاة أكثر فأكثر
إذا كان هناك شئ ما يمكنه أن يؤخر من ساعة الانهيار فإن ذلك سيكون بالضبط الحركية الهائلة للآراء واللامبالاة المتزايدة للجماهير تجاه كل العقائد العامة
محدودية تغير كل من عقائد الجماهير وآرائها
عقائد الجماهير وآراءها تشكل طبقتين متمايزتين تماما فمن جهة نجد العقائد الإيمانية الكبري والدائمة التي تدوم قرونا عديدة والتي ترتكز عليها حضارة بأكملها ، وهناك من جهة أخري الآراء العابرة والمتغيرة التي تتفرع غالبا عن مفاهيم عامة يشهد ظهورها وموتها كل عصر
العقائد الكبري العامة فذات عدد محصور جدا ، وتشكلها وتلاشيها يمثلان بالنسبة لكل عرق تاريخي نقاط الذروة في تاريخه ، إنها تشكل الهيكل العظمي للحضارات
أما الرأي العابر فينفذ بسهولة إلي روح الجماهير ، ولكن من الصعب جدا أن ترسخ فيه عقيدة دائمة ، كما أنه من الصعب تدمير هذه العقيدة بعد تشكيلها ، لا يمكن تغييرها إلا بعد ثورات عنيفة ، وفقط بعد أن تكون العقيدة قد فقدت تقريبا كل هيمنتها علي النفوس ، إن الثورات تساعد عندئذ علي التدمير الكلي للعقائد التي أصبحت مهجورة ولكنها لا تزال رازحة بسبب نير الأعراف والتقاليد والثورات التي تبتدئ تعني بالضرورة عقائد إيمانية تحتضر
وبدءا من اللحظة التي يأخذ فيها الناس بمناقشة عقيدة كبري ونقدها فإن زمن احتضارها يكون قد ابتدأ، ولكن حتي عندما تتزعزع أسس عقيدة راسخة ما فإن المؤسسات المتفرعة عنها تبقي محافظة علي قوتها ولا تتلاشي إلا ببطء ، وعندما تفقد أخيرا كل سلطة فإن كل ما كانت تدعمه يتهار.
ولم يحصل سابقا في التاريخ أن غير شعب ما عقائده دون أن يضطر فورا إلي تغيير عناصر حضارته
وما أن تنزرع عقيدة جديدة في روح الجماهير حتي تصبح ملهمة لمؤسساته وفنونه وسلوكه ، وتكون هيمنتها علي النفوس مطلقة عندئذ ، ويحلم رجال الممارسة والإنخراط بإنجازها علي أرض الواقع ، ويحلم المشرعون بتطبيقها ، ويهتم الفلاسفة والفنانون والأدباء بترجمتها بأشكال شتي
الغياب الكامل لتوجيه الرأي العام ثم انحلال العقائد العامة في نفس الوقت أديا في نهاية المطاف إلي التفتيت الكامل لكل القناعات واليقينيات ثم إلي شيوع اللامبالاة المتزايدة لدي الجماهير والأفراد في آن معا ، وذلك في كل ما يخص مصالحها المباشرة
الإنسان الحديث مصاب باللامبالاة أكثر فأكثر
إذا كان هناك شئ ما يمكنه أن يؤخر من ساعة الانهيار فإن ذلك سيكون بالضبط الحركية الهائلة للآراء واللامبالاة المتزايدة للجماهير تجاه كل العقائد العامة
0 التعليقات:
إرسال تعليق