التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 3
مفتي الخنفشار:
في كتب المحاضرات ، أن رجلا كان يفتي كل سائل ، دون توقف ، فلحظ أقرانه ذلك منه، فأجمعوا أمرهم لامتحانه، بنحت كلمة ليس لها أصل هي ( الخنفشار) فسألوه عنها، فأجاب علي البديهة : بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن، إذا أكلته الإبل عقد لبنها ....
وقال دواد الأنطاكي كذا وكذا ..
وقال النبي صلي الله عليه وسلم ، فاستوقفوه، وقالوا : كذبت علي هؤلاء ، فلا تكذب علي النبي صلي الله عليه وسلم، وتحقق لديهم أن ذلك المسكين : جراب كذب
ومن الخنفشاريين خبير النعنع ، ففي ملح التاريخ كما ذكر السخاوي : أن جهنيا كان من ندماء المهلبي ، وكان يأتي بالطامات فجري مرة حديث في النعنع، فقال : في البلد الفلاني نعنع يطول حتي يصير شجرا ، ويعمل من خشبه سلالم فثار منه أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني فقال : نعم : عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا والقدرة صالحة ، وأنا عندي ماهو أغرب من هذا : أن زوج الحمام يبيض بيضتين فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مئة ، وسنجة خمسين – السنجة كفة الميزان- فإذا فرغ زمن الحضانة انفقست السنجتان عن طست وإبريق، فضحك أهل المجلس ، وفطن الجهني لما قصد الفرج من (الطنز) وانقبض عن كثير من حكاياته .
ومنهم الجوباري: أحمد بن عبد الله الجوباري ، إذ بلغ من كذبه وتغفيله: أنه لما ذكر له اختلاف المحدثين في سماع الحسن البصري رحمه الله تعالي ، من أبي هريرة رضي الله عنه، ساق بإسناده قوله : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : سمع الحسن من أ[ي هريرة!
....
وما هذا إلا لتسنم العلم أغمار ركبوا له الصعب والذلول ، وظنوا أن العلم ينال بالراحة ولما يملؤا منه الراحة، فتهافتوا علي مناصب العلم في الفتيا، والتأليف، والنشر، والتحقيق، وصاروا كتماثيل مدسوسة بأيديهم هراواي يضربون في عقول الأمة حيناً وفي تراثها أحيانا ، مكدرين – وحسابهم علي الله – صفو الأمة في دينها وفي علمها. وهل العلم والدين إلا توأمان لا ينسلخان إلا في حساب من انسلخ منهما .
ومن حديث أبي أمية الجمحي رضى الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) رواه البخاري
...
ويمكن إجمال الأسباب إلي :
1- قعود المتأهلين عن البلاغ، ونزول ساحة المعاصرة
2- ضعف الإمداد السليم ( التكوين)
3- ضعف الالتفات إلي تلمس العلل وعلاجها
4- استشراء داء ( حب الشهرة) لغياب قوة : " الإيمان"
5- انفصام عروة الاتصال بين الطالب ، وكتب السلف إذ أن التلقي صار بالمذكرات ، والمؤلفات الحديثة
6- قلب ( لغة العلم) في المصطلحات بما لا يتواطأ مع ( لغة العلم) لكتب السلف
فهذه غصص مولدة للأوجاع المذكورة .
مفتي الخنفشار:
في كتب المحاضرات ، أن رجلا كان يفتي كل سائل ، دون توقف ، فلحظ أقرانه ذلك منه، فأجمعوا أمرهم لامتحانه، بنحت كلمة ليس لها أصل هي ( الخنفشار) فسألوه عنها، فأجاب علي البديهة : بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن، إذا أكلته الإبل عقد لبنها ....
وقال دواد الأنطاكي كذا وكذا ..
وقال النبي صلي الله عليه وسلم ، فاستوقفوه، وقالوا : كذبت علي هؤلاء ، فلا تكذب علي النبي صلي الله عليه وسلم، وتحقق لديهم أن ذلك المسكين : جراب كذب
ومن الخنفشاريين خبير النعنع ، ففي ملح التاريخ كما ذكر السخاوي : أن جهنيا كان من ندماء المهلبي ، وكان يأتي بالطامات فجري مرة حديث في النعنع، فقال : في البلد الفلاني نعنع يطول حتي يصير شجرا ، ويعمل من خشبه سلالم فثار منه أبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني فقال : نعم : عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا والقدرة صالحة ، وأنا عندي ماهو أغرب من هذا : أن زوج الحمام يبيض بيضتين فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مئة ، وسنجة خمسين – السنجة كفة الميزان- فإذا فرغ زمن الحضانة انفقست السنجتان عن طست وإبريق، فضحك أهل المجلس ، وفطن الجهني لما قصد الفرج من (الطنز) وانقبض عن كثير من حكاياته .
ومنهم الجوباري: أحمد بن عبد الله الجوباري ، إذ بلغ من كذبه وتغفيله: أنه لما ذكر له اختلاف المحدثين في سماع الحسن البصري رحمه الله تعالي ، من أبي هريرة رضي الله عنه، ساق بإسناده قوله : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : سمع الحسن من أ[ي هريرة!
....
وما هذا إلا لتسنم العلم أغمار ركبوا له الصعب والذلول ، وظنوا أن العلم ينال بالراحة ولما يملؤا منه الراحة، فتهافتوا علي مناصب العلم في الفتيا، والتأليف، والنشر، والتحقيق، وصاروا كتماثيل مدسوسة بأيديهم هراواي يضربون في عقول الأمة حيناً وفي تراثها أحيانا ، مكدرين – وحسابهم علي الله – صفو الأمة في دينها وفي علمها. وهل العلم والدين إلا توأمان لا ينسلخان إلا في حساب من انسلخ منهما .
ومن حديث أبي أمية الجمحي رضى الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) رواه البخاري
...
ويمكن إجمال الأسباب إلي :
1- قعود المتأهلين عن البلاغ، ونزول ساحة المعاصرة
2- ضعف الإمداد السليم ( التكوين)
3- ضعف الالتفات إلي تلمس العلل وعلاجها
4- استشراء داء ( حب الشهرة) لغياب قوة : " الإيمان"
5- انفصام عروة الاتصال بين الطالب ، وكتب السلف إذ أن التلقي صار بالمذكرات ، والمؤلفات الحديثة
6- قلب ( لغة العلم) في المصطلحات بما لا يتواطأ مع ( لغة العلم) لكتب السلف
فهذه غصص مولدة للأوجاع المذكورة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق