22‏/01‏/2011

التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 2

التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 2


فكم رأينا نزالا في حلائب العلم ، من رائم للبروز قبل أن ينضج ، فراش قبل أن يبري، وتزبزب قبل أن يتحصرم، وقد قيل ( البداية مزلة ) وقيل من البلية تشيخ الصحفية ويؤثر عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قوله ( العلم نقطة كثرها الجاهلون) ،
شكي حالهم ابن القيم رحمه الله تعالي فقال :


هذا وإني بعد ممتحن بأر             بعة وكلهم ذوو أضغان


فظ، غليظ، جاهل، متمعلم           ضخم العمامة، واسع الأردان


متفيهق، متضلع بالجهل، ذو         ضلع، وذو جلح من العرفان


مزجي البضاعة في العلوم وإنه     زاج من الإيهام، والهذيان


يشكو إلي الله الحقوق تظلما          من جهله كشكاية الأبدان


من جاهل متطبب يفني الوري       ويحيل ذاك علي قضا الرحمن






وقال الحسن البصري رحمه الله :( اللهم نشكوا إليك هذا الغثاء)


وقال ابن حزم رحمه الله تعالي : ( لا آفة علي العلوم وأهلها ، أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ، ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون، ويقدرون أنهم يصلحون)
     

وقال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالي :


( قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين ، إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد، غلطاً، أو مغالطة)

والمتعالم فج الدعوي ، قال الحكيم الترمذي في صفة عموم الخلق : ( ضعف ظاهر ، ودعوي عريضة )

كل من يدعي بما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان
ولذا قال قتادة رحمه الله تعالي :
( من حدث قبل حينه، افتضح في حينه)

والمتعالم محل إعجاب من العامة، فتري العامي إذا سمع المتعالم يجيش بتعالمه الكذاب، المحروم من الصدق وقوفا عند حدود الشرع يضرب بيمينه علي شماله تعجبا من علمه وطربا . بينما العالمون يضربون بأيمانهم علي شمائلهم ، حزنا وأسفا ، لانفتاح قفل القتنة، والتغرير بعدة المستقبل بله العوام

0 التعليقات: