24‏/01‏/2011

التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 11

التعالم وأثره علي الفكر والكتاب 11



حماية طالب العلم من هذه الأدواء :


2- في أن العالم لا يُتبع بزلته ولايُؤخذ بهفوته


ففي حديث البخاري لما بركت بالنبي صلي الله عليه وسلم القصواء فقال الناس خلأت القصواء فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل "


قال الحافظ ابن حجر : فيه جواز الحكم علي الشئ بما عرف من عادته، وإن جاز أن يطرأ عليه غيره ، فإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها، لا ينسب إليها، ويُرد علي من نسبه إليها، ومعذرة من نسبه إليها ممن لا يعرف صورة حاله، لأن خلأ القصواء لولا خارق العادة لكان ما ظنه الصحابة صحيحاً، ولم يعاتبهم النبي صلي الله عليه وسلم علي ذلك لعذرهم في ظنهم.

فقد أعذر النبي صلي الله عليه وسلم غير المكلف من الدواب باستصحاب الأصل، ومن قياس الأولي إذا رأينا عالماً عاملاً، ثم وقعت منه هنة أو هفوة، فهو أولي بالإعذار، وعدم نسبته إليها والتشنيع عليه بها استصحابا للأصل، وغمر ما بدر منه في بحر علمه وفضله، وإلا كان المعنف قاطعاً للطريق ردءً للنفس اللوامة، وسبباً في حرمان العالم من علمه، وقد نُهينا أن يكون أحدنا عوناً للشيطان علي أخيه.

قال الصنعاني رحمه الله تعالي : وليس أحد من أفراد العلماء إلا وله نادرة ينبغي أن تغمر في جنب فضله وتجتنب.

وقد تتابعت كلمة العلماء في الاعتذار عن الأئمة فيما بدر منهم، وإن ما يبدوا من العالم من هنات لا تكون مانعة للاستفادة من علمه وفضله


قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالي : ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسي محاسنه، نعم: ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك .

وقال الذهبي في ترجمة باني مدينة الزهراء بالأندلس : وإذا كان الرأس عالي الهمة في الجهاد، احتملت له هنات، وحسابه علي الله، أما إذا أمات الجهاد، وظلم العباد، وللخزائن أباد، فإن ربك لبالمرصاد .

0 التعليقات: