08‏/04‏/2015

مقاصد الشريعة الإسلامية 8

مقاصد الشريعة الإسلامية 8



 ابتناء مقاصد الشريعة على وصف الشريعة الاسلامية  الأعظم وهو الفطرة

      قال الله تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا  لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )

       الفطرة : الخلقة , أى النظام الذى أوجده الله فى كل مخلوق

       الإسلام عقائد وتشريعات وكلها أمور عقلية أو جارية على وفق ما يدركه العقل ويشهد به .

        معنى وصف الاسلام بأنه ( فطرت الله ) أن الأصول التى جاء بها الإسلام هى من الفطرة , ثم تتبعها أصول وفروع هى من الفضائل الذائعة المقبولة فجاء بها الإسلام وحرض عليها ؛ إذ هى من العادات الصالحة المتأصلة فى البشر , والناشئة عن مقاصد من الخير سالمة من الضرر فهى راجعة إلى أصول الفطرة .

         يتفرع لنا من هذا أن الشريعة الإسلامية داعية الى تقويم الفطرة والحفاظ على أعمالها , وإحياء ما اندرس منها أو اختلط بها , فالزواج والإرضاع من الفطرة وشواهده ظاهرة فى الخلقة , و التعاوض وآداب المعاشرة من الفطرة ؛ لأنهما اقتضاهما التعاون على البقاء , وحفظ الأنفس والأنساب من الفطرة .

والحضارة الحق من الفطرة ؛ لأنها من آثار حركة العقل الذى هو من الفطرة , وأنواع المعارف الصالحة من الفطرة ؛ لأنها نشأت عن تلاقح العقول وتفاوضها .

والمخترعات من الفطرة ؛ لأنها متولدة عن التفكير وفى الفطرة حب ظهور ما تولد عن الخلقة .

          نحن إذا أجدنا النظر فى المقصد العام من التشريع الذى سيأتى بحثه نجده لا يعدو أن يساير حفظ الفطرة والحذر من خرقها واختلالها .

0 التعليقات: