08‏/04‏/2015

مقاصد الشريعة الإسلامية 18

مقاصد الشريعة الإسلامية 18


نوع التشريع بالضبط والتحديد

     استقريت من طرق الانضباط والتحديد فى الشريعة ست  وسائل :

     الوسيلة الأولى : الانضباط بتمييز المواهى والمعانى تمييزا لا يقبل الاشتباه بحيث تكون لكل ماهية خواصها و آثارها عليها ، مثل طرق القرابة المبنية فى أسباب الميراث ، وفى التحريم من حرم نكاحه .

     الوسيلة الثانية : مجرد تحقق مسمى الاسم ، كنوط الحد فى الخمر بشرب جرعة من الخمر .

     الوسيلة الثالثة : التقدير ، كنصب الزكوات فى الحبوب والنقدين ، وعدد الزوجات ونهاية الطلاق .

     الوسيلة الرابعة : التوقيت ، مثل : مرور الحول فى زكاة الأموال ، ومرور أربعة أشهر فى الإيلاء ، والحول فى سقوط الشفعة .

     الوسيلة الخامسة : الصفات المعينة للمواهى المعقود عليها كتعيين العمل فى الإجارة وكالمهر والولى فى ماهية النكاح ليتميز عن السفاح .

      الوسيلة السادسة : الإحاطة والتحديد ، كما فى إحياء الموات ، وكمنع الاحتطاب من الحرم عدا الإذخر ، وحدود الحرز فى تحقق معنى السرقة تفرقة بينها وبين الخلسة .


نفوذ الشريعة

     من مقاصد الشريعة أن تكون نافذة فى الأمة ،إذ لا تحصل المنفعة المقصودة منها كاملة بدون نفوذه .

 فطاعة الأمة الشريعة غرض عظيم .

     امتثال الأمة للشريعة أمر اعتقادى تنساق إليه نفوس المسلمين عن طواعية واختيار ؛ لأنها ترضى بذلك ربها ، وتستجلب به رحمته إياها وفوزها فى الدنيا والآخرة . قد قال الله تعالى : (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) .

      الاحكام الشرعية المتلقاة من الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، كلها وحى من الله تعالى . 

واستتب للشريعة أن تسلك لتحصيل ذلك مسلكين سلكتهما جميعا .

      المسلك الأول : مسلك الحزم فى إقامة الشريعة .

      المسلك الثانى : مسلك التيسير والرحمة بقدر لا يفضى إلى انخرام مقاصد الشريعة .

 فأما المسلك الأول ، فقد مهدته الشريعة بالترهيب والموعظة ،
 كقول الله تعالى : ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ) .

     فى الحديث الصحيح : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) .


      وفى قضية بريرة أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) خطب فقال : ( ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست فى كتاب الله , من اشترط شرطا ليس فى كتاب الله فهو باطل , كتاب الله أحق وشرط الله أوثق ) .

0 التعليقات: