حتي يغيروا ما بأنفسهم 5
سنة
دنيوية لا أخروية
لا تتوجه الآية إلى المشكلة الأخروية
والحساب الأخروي . وإنما تتوجه إلى المحاسبة الدنيوية الاجتماعية .
المقصود هو التنبيه إلى مجال السنن
وحدودها . وأن مضمون هذه الآية في محاسبة الناس ، أو محاسبة المجتمع ، وتغيير ما
بالمجتمع على أساس العمل الجماعي وفي الدنيا أيضاً . وأن التغيير المراد في الآية
، هو التغيير الذي يحدث في الدنيا .
وهذه الملاحظة تبين أن المحاسبة في
الدنيا جماعية ، ومحاسبة الآخرة فردية .
قال تعالى :
« واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم
خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب » الأنفال – 25 .
فحين تنزل المصيبة على المجتمع المقصر
فأنها تعم أفراداً لم يكونوا مقصرين ، وبالمقابل قد يسعد أفراد مقصرون في المجتمع
السليم .
ويدل على هذا أيضاً حديث الرسول صلى الله
عليه وسلم لما سئل : « أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث » وهذا
واضح في أن محاسبة المجتمع في الدنيا جماعية كما أن المصيبة تعم الجميع وكذلك
النعمة .
وينبغي أن يفهم ذلك في حدود المجتمع .
0 التعليقات:
إرسال تعليق