17‏/02‏/2016

روح التربية 9

روح التربية 9
الكتاب الرابع
الإصلاح المقترح والمصلحون

الفصل الأول
المصلحون – إصلاح الأساتذة
انقاص ساعات العمل- التربية الإنجليزية

رأينا فيما تقدم أن الذين تكلموا أمام لجنة التحقيق قد أظهروا ببلاغة لا حد لها نقص التعليم فى الجامعة ،فلما طلب إليهم أن يعرضوا طرق الإصلاح لهذا التعليم نضبت ينابيع هذه البلاغة وظهر أن أكثرهم عاجز عن اقتراح هذا  الإصلاح .

       فنحن لا نستطيع تغيير نظم التعليم إلا بالمقدار الذى نستطيع به تغيير النظم السياسية والاجتماعية أو تغيير العقائد الدينية أو تغيير الأدب واللغة .

      هذا قانون لا نستطيع التخلص منه ، وإنما الخير فى هذا وفى غيره من ضروب الأصلاح  إنما هى هذه التغيرات الجزئية التفصيلية التى تقع شيئا فشيئا وكأنها حبات الرمل يضاف بعضها إلى بعض فيتكون منها الجبل على مر الأيام ،بل إن نفس هذا التغييرات الجزئية المتوالية لا تنتج إلا إذا لوحظت فيها الضرورات وتطورات الرأى العام ،

فإن إرادة الأسر وعقائدها ذات سلطان قوى على التربية ، وسنحاول أن نختصر من هذه الاقتراحات الكثيرة التى قدمت إلى لجنة التحقيق طرقا للإصلاح ربما كانت مفيدة بعد زمن طويل أى بعد أن يتغير الرأى العام ، وإليك أهمها .

إصلاح الأستاذية

إلغاء شهادة الأستاذية ، والثانية اختيار الأساتذة بطريقة غير هذه الطرق المألوفة ،  فأما إلغاء شهادة الأستاذية فنافع جدا فقد رأينا أن الاستباق لهذه الشهادة يفسد على الأساتذة أمرهم ويكون منهم 

اختصاصين حين لا يحتاج التعليم الثانوى إلى الاختصاصييين فى حفظ الكتب وإعادتها وإنما يحتاج إلى المربين ، والخير أن لا تبقى هذه الشهادة إلا بالقياس إلى التعليم العالى وإن كنت أفضل الطريقة الألمانية التى تختار أساتذة التعليم العالى بمقتضى أعمالهم الشخصية ونجاحهم فى التعليم الحر،

هذه الطريقة الألمانية تخرج أساتذة قادرين على ترقية العلم لا حفاظا قادرين  على استظهار الكتب .

إنقاص ساعات العمل

من المحقق أن التلاميذ يقضون فى الدرس اثنتى عشرة ساعة دون أن يشتغلوا، كل هذا الوقت من المستحيل أن يشتغل العقل اثنتى عشرة ساعة متصلة ولكن تحقيق هذا الإصلاح غير ميسور إن لم يكن مستحيلا  لأن السبب الذى يدعوإلى بقاء التلاميذ فى غرف الدرس هذه المدة الطويلة إنما هى 

الحاجة إلى التخلص من مراقبتهم ، فالأسرة تريد أن تخلص من طفلها ومدير المدرسة ومراقبها يريدان أن يخلصا من هذه المراقبة وكذلك الأستاذ ، وإذن ليس هناك من سبيل إلا حبس التلاميذ جلوسا فى غرف الدرس ولقد تقرر قبول هذا الإصلاح فانقصت ساعات العمل ولكنى واثق بأن 

التلاميذ لن يستفيدوا منه شيئا لأنهم لن ينفقوا أوقات الفراغ فى النزهة والتمرين وإنما هم مضطرون إلى أن ينفقوه جالسين فى غرف المذاكرة.
                          
التربية الإنجليزىة



أنا أعتقد أنها لا تلائم حالنا لأنها تخالف مزاجنا وطباعنا وإرادة الأسرة وما ورث التلاميذ عن آبائهم 

0 التعليقات: