روح التربية 5

روح التربية 5

            الكتاب الثانى

التعليم والتربية في الولايات المتحدة

الفصل الأول المبادئ العامة للتربية في أمريكا

      المسيو لاى شاتليه ، تجد ذلك فى هذا المختصر الذى نقتطفه من إحدى مقالاته : (( أول أثر تحدثه فى نفسك قراءة هذا الكتاب – كتاب بايز (مناهج التربية في أمريكا) - شعور بشئ من الغبطة ، بحضارة أرقى من حضارتنا بغير شك ، ثم بثقة عامة مطلقة بحسن أثر التربية ثم بحرية كاملة تسمح للمدارس على اختلافها بأن تنمو وتعظم دون أن تمانع إحداها الأخرى ،

 وتبيح أشد التجارب دقة وجرأة ، ثم احترام دقيق للمدرسة يجعلها بمأمن من آثار الجهاد السياسى الذى هو شديد العنف فى أمريكا ، ثم بفلسفة عميقة فى مناهج التربية تذهب بها مذهب تنمية القوة الشخصية العاملة ، كل ذلك يشهد برقى عقلى ممتاز ، وإن نفعنا لعظيم جدا إذا استطعنا أن نصطنع مناهج التربية الأمريكية ولكن يجب ألا نطمع فى ذلك كثيرا ، فإن لذة العمل والكلف بالحرية شهوتان شابتان أشد شبابا من هذه القارة التى شاخت ومضت عليها الحقب ، هذه القارة التى نعيش فيها )) .

فإذا أردنا أن نحكم علي هذه المناهج بنتائجها فإن قوة الإنتاج الأمريكي تدل علي أنها خير

ما عرف الإنسان من مناهج

      لن تجد وراء الأطلنطى أثرا من أثار هذه الأحكام الموروثة التى تمتهن العمل اليدوي ،
 وليس من الناس من ينظر إلى هذا العمل كأنه مهين أو مضيع للشرف ،
 وليس يظهر أن الأستاذ أو القاضى أعلى مكانه فى نظر الناس من الوجهة العقلية من العامل الذكى ، وقد عرف الموظفون قيمة مكانتهم الأجتماعية منذ زمن طويل فإن عملهم فى الأسبوع ينتج لأحدهم خمسين إلى خمسة وسبعين فرنكا بينما يصل البناء و النجار إلى عشرين ومائة فى الأسبوع ،

 ولقد تجد العامل وراء كل أميركى ؛ 

فالأمريكى يحكم على الرجل بكفايته فى الإنتاج و الإيجاد وهو لا يصدق أن الشهادات تمنح صاحبها شيئا من الشرف العقلى