17‏/02‏/2016

روح التربية 16

روح التربية 16

الفصل الثالث
تعليم الأخلاق

المنزلة الخلقية هى مقياس ما تصل إليه الشعوب من الحضارة والقوة .

    فليس من نزاع فى أنها إذا تزعزعت أو انهار بناؤها فقد فسدت الحضارة وانحلت القوة وتعرض وجود الشعب للخطر .

   يجب أن تكون التربية الخلقية ككل نوع من أنواع التربية معتمدة على التجربة وحدها لا على المواعظ والحكم التى امتلأت بها الكتب والتى يستظهرها الأطفال فى غير جدوى .

    يجب أن تعلمه النتائج الحسنة أو السيئة ما للأعمال من نفع أو ضر ولا سيما إذا أخذ دائما باحتمال نتائج الأعمال التى يأتيها وإصلاح ما يجر على غيره من ضرر  .

ومن أعظم المؤثرات فى التربية شئ تعودنا ألا نقدره كما ينبغى وهو البيئة ، ذلك أن الطفل مفطور على التقليد يأتيه دون أن يشعر به وهو يقلد بطبيعة  الحال من يحيط به من أهله وذويه ، وهذا التقليد اللاشعورى هو الذى يكون فى نفس الطفل مع سهولة ويسرغرائز وعادات لم تكن التربية لتصل إلي تكوينها إلا بعد عسر وجهد .
 
 
 صدق" فوييه "  حين قال "يصل الأستاذ إلى غايته من علم الأخلاق إذا قال إن حب الأسرة والموت فى سبيل الوطن واجبان " .
  
 أما الشك في الأخلاق أو إنكارها  فليس هنالك شئ أشد خطرا على تكوين الطفل بل وجود الشعوب من هذا المسلك السئ ، ذلك لأن الأساتذة الذين تعلموا الشك وآثروه وبسطوا سلطانه على كل شئ يجهلون أن الشر كل الشر يكمن إنما هو فى تعليم الأطفال  أن يشكوا

 الآن الأمم لا تقوم على الشك والريب  تقوم على الإيمان واليقين ، وليس لأمة من الأمم وجود قوى منتج إلا إذا كان لها ايمان قوى صادق بمثل أعلى اتخذته لنفسها مطمحا .

    ليس للعقل أثر فى تكوين السنن والمثل العليا فإذا تعرض العقل لهذه السنن والمثل فلن يتعرض لها إلا بالنقد،


   وللإنجليز إحساس خاص بالحقائق الواقعة فهم يوفقون دائما بين آمالهم وأطوارهم الواقعة ومن هنا كانوا أقل الأمم اضطرابا لما ينالهم من  الأحداث .

0 التعليقات: