روح التربية 7
والأمريكى يشعر شعورا جليا أن مستقبل
بلاده كله بين يدى المرأة التى تنقل إلى الطفل
نظم التربية وأساليبها ،
وبينما الأوربيون لا يعنون بالمرأة فى الحياة العقلية وإنما يحصرونها فى دائرة ضيقة جدا من العلم تتلقاها فى المدارس الخاصة أو المدارس الوسطى القليلة التى لا يدخلها إلا قليل من الفتيات ،
فإن هذه المدارس الثانوية الأمريكية كلها مكتظة بالفتيات على اختلاف طبقاتهن يدخلن هذه المدارس فتنمى ملكاتهن العقلية بالعلم والأدب ومكانتهن العلمية بدروس حياة الأسرة والمنزل على اختلافها ،
وقد اتصل بالمدرسة مطبخ ومحل لخياطة الثياب فأصبح مجموع هذا كله معملا حقيقيا تكتسب فيه الفتاه قبل أن تصبح زوجة الاستعداد والمعلومات الضرورية التى تضمن لها حياة مستقلة وتمكنها من أن تحفظ وتنمى القوة المادية والعقلية للأمة
الفصل الثالث
درس العلوم التجريبية فى مدارس أمريكا
تعليم الكيمياء
الدرس الشفهى للعلوم التجريبية لا يتفق مع النفسية
الأمريكية ولا يستطيع الطلبة أن يصبروا عليه ، وأكثر هذه المدارس تقرر دروس
الإلقاء فيدرس الطالب نظرية من النظريات ثم يأتى فيشرحها أمام أستاذه ورفاقه .
ولقد تعود
الأمريكيون على أنفسهم فى كل شئ وفى الدرس بنوع خاص حتى أصبحت طريقتهم فى درس
العلوم التجريبة شديدة الظرف.
يضع
الأمريكيون مكان مناهجنا السلبية التى لا تعتمد إلا على حفظ الألفاظ مناهج عملية
مربية تعتمد على الجهد والإرادة والمهارة العلمية والمنطق ،وهم يعنون فى كثير من المدارس
عناية خاصة بالعمل فى الكيمياء العددية ،فيصلون إلى تمرين نافع فى المقاييس ،
ودقة
غريبة فى الملاحظة وينتهون إلى نقد القوانين وتحقيقها ،هذه القوانين التى يقبلها
الطالب على أنها حقائق نظرية .
والمعلمون فى أمريكا يجمعون على أن الدروس التجريبة والشفهية ضرورية
لاستنباط الكليات من الجزئيات ،ولكن تعليم الكيمياء لا يمكن أن يفيد إلا فى معمل
حسن النظام موفور الأدوات .
الخلاصة
يبعث الأوربى
ابنه إلى المدرسة ليتعلم شيئا ما ،أما الأمريكى فيريد من المدرسة أن تضمن التربية
الكاملة لابنه ، التربية العملية والعقلية
والخلقية
لا تعنى مدارسنا
عناية تذكر بما للتربية من أثر عظيم فى حياة الأمة ومجدها وبرامج التعليم عندنا
ثابتة لا تتغير والمناهج لا تعنى إلا بالمبادئ المجردة والاستدلال المنطقى الخالص
وبالنتائج تستخرج من أقيسة المنطق وتدرس عندنا بطرق قد اصطلح عليها وبعد ما بينها ويين الحياة الحقيقية
فأما فى
أمريكا فعلى العكس من ذلك لكل مدرسة حركتها الخاصة وكل المسائل الكبرى التى تمس
نصيب أمريكا العلمى والمدرسى موضوع مناقشة متصلة فى الكتب والمجلات والصحف السيارة
لا سيما فى الجماعات والمؤتمرات التى يحضرها ويفهمها الشعب ،
فإذا جد فى هذه
المسائل جديد قيد ثم نوقش ثم جرب ثم نفذ، والشعب الذى يسمح له بحضور هذه الدروس
ودخول المعامل يشهد هذا كله ويعلن رضاه ، وبتأثيره امتدت الحياة الاجتماعية
والاقتصادية التى دخلت المدارس فأعطت للدروس صورة رخصة نضرة صحيحة ،
وفى كل أنواع
التعليم لا يفصل بين الفكرة وتنفيذها العملى، بهذه التربية العاملة تقوى إرادة
الأطفال والشبان وتملك نفسها .
وبينما الأوربيون لا يعنون بالمرأة فى الحياة العقلية وإنما يحصرونها فى دائرة ضيقة جدا من العلم تتلقاها فى المدارس الخاصة أو المدارس الوسطى القليلة التى لا يدخلها إلا قليل من الفتيات ،
فإن هذه المدارس الثانوية الأمريكية كلها مكتظة بالفتيات على اختلاف طبقاتهن يدخلن هذه المدارس فتنمى ملكاتهن العقلية بالعلم والأدب ومكانتهن العلمية بدروس حياة الأسرة والمنزل على اختلافها ،
وقد اتصل بالمدرسة مطبخ ومحل لخياطة الثياب فأصبح مجموع هذا كله معملا حقيقيا تكتسب فيه الفتاه قبل أن تصبح زوجة الاستعداد والمعلومات الضرورية التى تضمن لها حياة مستقلة وتمكنها من أن تحفظ وتنمى القوة المادية والعقلية للأمة
0 التعليقات:
إرسال تعليق