17‏/02‏/2016

روح التربية 8

روح التربية 8





الكتاب الثالث

الفصل الثالث

تعليم الجامعة فى فرنسا

النفقات التى تنفقها الدولة على المدارس الثانوية

من القواعد العامة المعروفة أن كل ما تديره الدولة من الأعمال العامة سواء أكان سككا حديدية أم سفنا أم شيئا غير ذلك يكلف الدولة خمسة وعشرين إلى خمسين فى المائة أكثر ما تدبره الجماعات الخاصة أو الأفراد ولا تفلت المدارس الثانوية طبعا من هذا القانون

الفصل الرابع

الأساتذة والمعيدون

المعيدون
لا يكاد المعيد يعنى بغير مراقبة التلاميذ ، وإذا كان شديد الاتصال بالتلاميذ فقد يستطيع أن يؤدى إلى التعليم خدمة قيمة لأن حظه من التعليم عظيم غالبا .

     ولكنه من الوجهة العلمية مقصور على مراقبة الطلبة يزدريه الأساتذه ويكرهه التلاميذ ويشك فيه المدير، فحياته شاقة لا تحتمل

        وقد يوجد بين هؤلاء المعيدين أفراد يحاولون النفع ويجتهدون فيه فيتحببون إلى التلاميذ ويجتهدون فى إرشادهم  ،ولكن الإدارة تشفيهم من هذه العلة لأنها تشك فيهم وتضطرهم أن يسيروا سيرة غيرهم .


الفصل الخامس

التعليم فى مدارس رجال الدين

عنى التحقيق البرلمانى بهذه المدارس فذكرأشياء يعرفها الناس جميعا ولكنه أظهر أشياء ما كان أحد يفترض امكانها ، فلم يكن أحد يعلم أن  "جماعة الفرير " التى كانت مقصورة على التعليم الأولى قد عنى بالتعليم الثانوى والعالى ونافست فيه الجامعة منافسة خطرة فلها ثلاثون مدرسة يعطى فيها 

التعليم الثانوى وأثبتت الاحصاءات أن تسعة أعشار الذين يتقدمون من مدارسها الى السنترال يقبلون فى هذه المدرسة وظهر أن مدارسها التجارية والصناعية متفوقة وظهر أن لها طائفة كبيرة من المزارع تدرس فيها الزراعة درسا عمليا منتجا وظهر أن هذه المدارس على اختلافها لا تخسر كما تخسر مدارس الدولة بل تعود على أصحابها والمعينين على انشائها بالربح العظيم.

       وقد شعرت الجامعة بعجزها عن منافسة هذه المدارس فوفقت إلى إلغائها ،واضطر أساتذة هذه المدارس إلى أن يحملوا مناهجهم التعليمية إلى البلاد الأجنبية التى تقبلتهم قبولا حسنا .

     ولقد أثبت التحقيق فوز هذه المدارس ولكنه عجز عن تعليله ،ومع ذلك فتعليله يسير لأن رجال الدين قد اتخذوا لأنفسهم مثلا أعلى فى التعليم فهم يحرصون على الوصول إلي هذا  المثل الأعلى وهم لذلك مخلصون مقتنعون جادون فيما يعلمون ،فهم أساتذة ومراقبون .

        نعم إن انتشار روح الكنيسة خطر فى بلد منقسم كفرنسا، ولكن ليس إلى إتقاء ذلك من سبيل ،فقد تحاول الدولة كما عرض ذلك أن تحرم مناصبها على الذين لم يدخلوا مدارسها الثانوية ، ولكن رجال الدين يخلصون من هذا القيد بإرسال تلاميذهم إلى المدارس الثانوية الحكومية ساعات معينة حتى يحصلوا على شهادات الدولة ،

 وهب الدولة وصلت إلى ما تريد ، فأغلقت هذه المدارس فإن نتيجة ذلك خطرة من وجهين :الأول أن أسر التلاميذ الذين كانوا يرسلون إلى هذه المدارس 

سيكرهون الدولة ويحقدون عليها ، الثانى أن إغلاق  هذه المدارس سيقضى على المنافسة النافعة التى تحث الجامعة على العمل وتحول بينها وبين السقوط إلى شر مما هى فيه الآن .


     لست متهما بالميل إلى الكنيسة فيما أظن ولكننى لو كنت وزيرا للمعارف لوضعت على رأس التعليم الأولى والثانوى مدير مدارس الفرير على أن يتجنب التدخل الدينى فى التعليم لتكون أسر التلاميذ حرة فى هذه الناحية

0 التعليقات: