27‏/01‏/2009

التفكير المتجدد -1

التفكير المتجدد

جرت عادتي هنا في أروع ما قرأت أن أنقل افضل وأروع ما قرأت في هذه الكتب التي اضعها هنا ، ولكني مضطر لمخالفة هذه العادة في كتاب التفكير المتجدد إذ أتي الكتاب ايضا بطريقة متجددة تسترسل بها وتفهمها ولكن حين النقل يجب ان تعيد ترتيب الفصول وتجمع بينها وتربط خاصة لمن لم يقرأ الكتاب أو أي كتب شبيها

فهنا اخلط كلام إدوراد دو بون بكلام من عندي وأشرح وأفسر أحياناً وغالباً ما يكون المعني هو الشيئ المتفق عليه

إيه حكاية التفكير المتجدد أو التفكير الجانبي ؟؟

موضوع الكتاب غاية في الأهمية لإنه يمثل حل لمشكلة عضال ربما كانت هي سبب تخلف المسلمين في هذا العصر ( أعني آخر 700 أو 800 سنة )

وهي أيضاً سبب تخلف الانسانية قرون طويلة إذ حبسوا انفسهم في التفكير المنطقي الذي يعني بتبرير وتفسير الأمور ولكنه في دنيا التجديد ومحاولة حل المشكلات المستعصية بطرق سهلة ميسرة مبتكره مبدعة لا يغني ولا يسمن من جوع فلقد حبست البشرية في منطق أرسطو وفلسفة أفلاطون ردحاً طويلا من الدهر أخر تقدمها

قبل ان أتكلم عن التفكير الجانبي أريد أن أذكر مثال لأثر التفكير الجانبي

كلنا عارفين دارون صاحب نظرية النشوء والارتقاء فلقد قضي من حياته عشرين عاماً من زهرة حياته البحثية في دراسة وتدقيق نتائجه البحثية ولكنه كان يدرس بطريقة التفكير الرأسي (المنطقي) وبعد مضي 20 عاما من الجهد المضني
فوجئ ذات يوم بمن يعرض عليه ورقة بحث منشورة لعالم أحياء شاب اسمه الفريد رسل دالاس ولسخرية القدر كانت تشرح بوضوح نفس نظرية التطور والبقاء للأصلح
هذا هو الفرق
قبل أن أبعد عن دارون أنبه أن الانسان أصله قرد ليست من أقوال دارون نفسه بل كلام احد من تلامذته الذين اسسوا فيما بعد بالدارونية
وكلام دارون في التطور مقبول نوعا ما ذكر هذا الملحظ حسين مؤنس في كتابه الرائع الحضارة وهو كتاب جدير بالدراسة

لنبين الآن ماهو التفكير الجانبي دعوني أذكر هذا المثال

كان هناك رجل مدين ولديه إبنه جميلة وفي يوم عجز الأب عن السداد فجاءه المرابي (أكيد رجل يهودي ) وكان قذر جداً فخيره بين السجن أو أن يزوجة بإبنته الحسناء نظير إسقاط الدين ، وجاءت الفتاة المسكينة وعلمت بالقصة ولكن الرجل مع كونه مرابي وقذر كان أيضاً قبيحاً دميماً فأشمأزت المسكينة وكان الخياران أحلاهما مر بل حنظل
هنا انتبه المرابي فقال لها ما رأيك أن أخذ حجرين من هذه الحجارة احدهما أبيض والآخر أسود وأضعهما في كيسي ثم ألخبطهما وعليك باختيار أحدهما فإذا كان الأبيض أسقط الدين عن أباك وانت حرة وإن كانت السوداء أسقط الدين عن أباك ولكن أتزوجك
هنا علمت الفتاة أن هناك ربما يوجد مخرج فوافقت المسكينة علي هذا الخيار
ولكنها لاحظت أن المرابي أخذ حجرين أسودين ، يعني أنه أحتال عليها بالغش والخداع ، فأي حجر سوف تختاره سيكون أسود
تري هل ممكن ان تساعد الفتاة المسكينة في هذه الورطة هيا فكر معانا لإنقاذ هذه الفتاة المسكينة
.....

0 التعليقات: