10‏/03‏/2016

ماذا حدث للمصريين ؟ 6

ماذا حدث للمصريين ؟ 6

الطبقة الوسطى
المجتمع كائن حى ، دائم النمو ، لا يبقى تركيبه الطبقى على حال .
يتفق ذلك مع ما نعرفه عن توزيع ملكية الأرض الزراعية فى مصر .
فلنتأمل ما طرأ على الطبقة الوسطى من تغيرفى الحجم بعد أربعين سنة من قيام ثورة يوليو .
إننا سوف نختلف بالطبع حول أهم المعايير التى يمكن أن نعتمد عليها فى تصنيف المجتمع المصرى الآن فى طبقات .

لم تعد ملكية الأرض الزراعية هى العامل الحاسم كما كانت منذ أربعين عاما ، إذ تعددت مصادر الدخل وتنوعت ، ونمت الصناعة ومختلف أنواع الخدمات ، كمصادر مدرة للدخل الوفير.

ومن ناحية أخرى لم تعد الشهادة الجامعية أو شهادة المعاهد العليا واحد من السمات الرئيسية للطبقة الوسطى .

من ناحية أخرى لم يعد الأنتساب لعائلات معينة يعد معيارا ذا شأن للإنتساب أو لعدم الإنتساب إلى الطبقة العليا ، كذلك فقد " التغرب " أو القدرة على محاكاة النمط الغربى فى الحياة أهميته فى التمييز بين الطبقة العليا وغيرها .
مازال إذن حجم الدخل والثروة هما أكثر المعايير ملاءمة لتصنيف المجتمع  إلى الطبقات الثلاث .  

قد يكون من الضرورى الإسترشاد بطبيعة النظرة التى تنظر بها الشريحة أو الفئة الإجتماعية إلى نفسها وإلى الشرائح الأعلى أو الأدنى منها ، ويتصل ذلك بنوع من الآمال والطموحات التى تحملها هذه الشريحة الإجتماعية أو تلك من حيث الإرتفاع فى السلم الإجتماعى .

      إن أفراد الطبقة العليا الجديدة ينتمون فى الأساس إلى أسر حديثة الثراء ، تضخمت ثرواتها فى السبعينات والثمانينات( إذ لم يكن العقدان السابقين على ذلك يسمحان بهذا التضخم إلا فى نطاق محدود للغاية ) ، وكان سبب هذا الإثراء فى الأساس أعمال المقاولات والمضاربة والعمولات وأعمال الوكالة للشركات الأجنبية .

أى أن سبب الإثراء كان أساسا أعمال الوساطة بمختلف أنواعها ، تمييزا لها عن السبب الأساسى لثراء الطبقة العليا القديمة وهو الملكية الزراعية .

أما الطبقة الوسطى الجديدة فهى تضم مثلها مثل الطبقة الوسطى القديمة ، غالبية المهنيين ، وغالبية تجار الجملة والتجزئة ، والشرائح العليا والوسطى من موظفى الحكومة ، وأصحاب المصانع المتوسطة والصغيرة ، وأصحاب الحيازات الزراعية المتوسطة ، وأصحاب العقارات السكنية ولكنها تختلف عن الطبقة الوسطى القديمة فى أنها الآن تضم أيضا نسبة يعتد بها من الحرفيين والشرائح الأعلى دخلا من موظفى الحكومة وعما القطاع الصناعى العام والخاص .


أما الطبقة الدنيا فهى كما كانت فى الماضى تضم المعدمين وصغار المزارعين ، وصغار الحرفيين ، وصغار المشتغلين بتجارة التجزئة ، وغالبية عمال الزراعة والصناعة والمشتغلين بمختلف أنواع الخدمات الرثة ، ولكنها تضم الآن أيضا وللأسف نسبة يعتد بها من صغار موظفى الحومة والقطاع العام .  

0 التعليقات: