ماذا حدث للمصريين ؟ 6
الطبقة الوسطى
المجتمع كائن حى ،
دائم النمو ، لا يبقى تركيبه الطبقى على حال .
يتفق ذلك مع ما نعرفه
عن توزيع ملكية الأرض الزراعية فى مصر .
فلنتأمل ما طرأ على
الطبقة الوسطى من تغيرفى الحجم بعد أربعين سنة من قيام ثورة يوليو .
إننا سوف نختلف
بالطبع حول أهم المعايير التى يمكن أن نعتمد عليها فى تصنيف المجتمع المصرى الآن
فى طبقات .
لم تعد ملكية الأرض
الزراعية هى العامل الحاسم كما كانت منذ أربعين عاما ، إذ تعددت مصادر الدخل
وتنوعت ، ونمت الصناعة ومختلف أنواع الخدمات ، كمصادر مدرة للدخل الوفير.
ومن ناحية أخرى لم
تعد الشهادة الجامعية أو شهادة المعاهد العليا واحد من السمات الرئيسية للطبقة
الوسطى .
من ناحية أخرى لم يعد
الأنتساب لعائلات معينة يعد معيارا ذا شأن للإنتساب أو لعدم الإنتساب إلى الطبقة
العليا ، كذلك فقد " التغرب " أو القدرة على محاكاة النمط الغربى فى
الحياة أهميته فى التمييز بين الطبقة العليا وغيرها .
مازال إذن حجم الدخل
والثروة هما أكثر المعايير ملاءمة لتصنيف المجتمع
إلى الطبقات الثلاث .
قد يكون من الضرورى
الإسترشاد بطبيعة النظرة التى تنظر بها الشريحة أو الفئة الإجتماعية إلى نفسها
وإلى الشرائح الأعلى أو الأدنى منها ، ويتصل ذلك بنوع من الآمال والطموحات التى
تحملها هذه الشريحة الإجتماعية أو تلك من حيث الإرتفاع فى السلم الإجتماعى .
إن أفراد الطبقة العليا الجديدة ينتمون فى
الأساس إلى أسر حديثة الثراء ، تضخمت ثرواتها فى السبعينات والثمانينات( إذ لم يكن
العقدان السابقين على ذلك يسمحان بهذا التضخم إلا فى نطاق محدود للغاية ) ، وكان
سبب هذا الإثراء فى الأساس أعمال المقاولات والمضاربة والعمولات وأعمال الوكالة
للشركات الأجنبية .
أى أن سبب الإثراء
كان أساسا أعمال الوساطة بمختلف أنواعها ، تمييزا لها عن السبب الأساسى لثراء
الطبقة العليا القديمة وهو الملكية الزراعية .
أما الطبقة الوسطى
الجديدة فهى تضم مثلها مثل الطبقة الوسطى القديمة ، غالبية المهنيين ، وغالبية
تجار الجملة والتجزئة ، والشرائح العليا والوسطى من موظفى الحكومة ، وأصحاب
المصانع المتوسطة والصغيرة ، وأصحاب الحيازات الزراعية المتوسطة ، وأصحاب العقارات
السكنية ولكنها تختلف عن الطبقة الوسطى القديمة فى أنها الآن تضم أيضا نسبة يعتد
بها من الحرفيين والشرائح الأعلى دخلا من موظفى الحكومة وعما القطاع الصناعى العام
والخاص .
أما الطبقة الدنيا
فهى كما كانت فى الماضى تضم المعدمين وصغار المزارعين ، وصغار الحرفيين ، وصغار
المشتغلين بتجارة التجزئة ، وغالبية عمال الزراعة والصناعة والمشتغلين بمختلف
أنواع الخدمات الرثة ، ولكنها تضم الآن أيضا وللأسف نسبة يعتد بها من صغار موظفى
الحومة والقطاع العام .
0 التعليقات:
إرسال تعليق