ماذا حدث للمصريين ؟5
الحراك الإجتماعى والتغريب:
الحياة الإجتماعية كيان معقد يمكن أن تجتمع فيه المتناقضات بخضوعه
لمؤثرات تأتى من مختلف الإتجاهات وتلبى مختلف الإحتياجات والتطلعات .
الحراك الإجتماعى والمناخ الثقافى :
قد تكون ثمة علاقة
وثيقة بين ظاهرة الحراك الإجتماعى وشيوع تفسيرات للدين أقل عقلانية مما كان شائعا
بين الطبقات الأكثر حظا من الثقافة والتعليم ، والتى ىسمح لهااختلاطها الطويل بثقافات
مغايرة بدرجة أكبر من المرونة والتسامح ، وازدياد قبول هذه التفسيرات الأقل
عقلانية حتى من جانب الطبقات الأكثر ثقافة .
إن هذه الملاحظة قد تنبهنا إلى خطأ التحسر على
عصور "ذهبية " ماضية سادت فيها
تفسيرات أكثر عقلانية للدين ، والاستغراب من أن ما كان مقبولا من .....و..... فى
العشرينات لم يعد مقبولا الآن ،
إذ قد لا يعكس هذا التطور تقدما أو تخلفا بقدر ما
يعكس تحولات إجتماعية وطبقية .
الحراك
الإجتماعى والتبعية السياسية :
من نافلة القول أن
نعود إلى التذكير بأن سيطرة قوة خارجية على مجتمع ما لا يمكن أن يتحقق إلا
بتحالفها مع قوى إجتماعية داخلية تتحد مصالحها مع المصالح الخارجية .
ظاهرة "
القابلية للاستعمار"
وقد نعدل هذا التعبير إلى
"القابلية للتبعية" ونقصد بذلك موقفا نفسيا لا يتعلق بالضرورة بتحقيق
مكاسب مادية من الإرتباط بالقوى الخارجية بل قد يتعلق بضعف الشعور بالولاء للوطن
والكرامة القومية ، وضعف الحمية والحماس لقضايا وطنية مجردة ، والإنصراف إلى
الإهتمام بقضايا معيشية يومية .
هذه الحماية وهذا
الدعم للقوى المستفيدة من التبعية قد يبلغان أقصى درجة من الخطورة عندما يتولى
السلطة السياسية أفراد يحملون هذا الشعور الذى أسميناه "القابلية
للتبعية" .
فالحقيقة أن لكل فرد
مشروعه ولكل طبقة مشروعها ، ويندر أن يفتقر الفرد أو الطبقة إلى مشروع للصعود
والترقى .
والمجتمع بأسره يتحدد
مشروعه للترقى بمشروعات الطبقة المسيطرة والأكثر تأثيرا .
فالشكوى إذا لا يجب
أن تكون من إفتقاد مشروع للنهضة بل من تغير مضمونه بتغير الطبقات المؤثرة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق