10‏/03‏/2016

ماذا حدث للمصريين ؟ 12

ماذا حدث للمصريين ؟ 12

                                               اللغة العربية

كان مجمع اللغة العربية الذى كان يضم أئمة العلم والأدب فى مصريتمتع بالإحترام الشديد والمهابة التى كان جديرا بها .

كان الحصول على عضوية هذا المجمع شرفا لا يدانيه شرف ، وتتويجا لحياة الأديب أو العالم أو المفكر لا يطمع بعده فى المزيد من المجد .

لم يعد الأمر كذلك ، بكل أسف ، الخطأ فى اللغة لم يعد شيئا يستحى منه المرء ، بل أصبح لفت النظر إلى الخطأ وإعطاؤه أى إهتمام هو ما يستحى المرء منه .

مثال آخر شاع للأسف عندنا بلا مسوغ أيضا ، وهو التعبير عن "الكتابات " بلفظ " الأدب "، ذلك أن الكلمة Literature فى الإنجليزية معنيين : أحدهما هو الأدب بمعنى العمل الأدبى ،
 كالقصة والرواية والمسرحية والشعر ، والآخرهو مجرد " الكتابات " أيا كان موضوع هذه الكتابات ونوعها .  ومن ثم يجوز أن نقول بالإنجليزية (economic Literature ) بمعنى الكتابات الإقتصادية .

ولكننا للأسف نقلنا الكلمة وترجمناها بمعناها الأول(الأدب) للتعبير عن المعنى الثانى (وهو الكتابات ) فنقول " الأدب الإقتصادى " مثلا أو " الأدب الإجتماعى " .

ولا أدرى كيف قدر لهذا التعبير الإنتشار لهذه الدرجة ، اللهم إلا إذا إفترضنا أن كثيرا من الكتاب يتعمدون إستخدام تعبيرات غامضة وغير مفهومة لإيهام القارئ بأن وراء ما يكتبونه معانى خطيرة وعميقة لا تسعها عقول أمثالنا !

وقل ذلك عن إنتشار كلمات ثقيلة وغريبة مثل " آلية " ، و "مصداقية " ، و " اشكالية " ....إلخ .

ذلك أن العلة التى أصابت اللغة لعربية لا تتعلق فقط ولا أساسا " بعدم القدرة " بل " بعدم الرغبة " .


وإذا كان هذا صحيحا ، وهو فى رأيى كذلك فلن يكفى لعلاج هذه العلة أن نخرج العدد الكافى من المعلمين الأكفاء ، وأن نراعى ألا يتم التوسع فى الكم على حساب الكيف ،

 إذ أن أصل اللغة فى رأيى يكمن فى "النفس "لا فى "العقل ".

0 التعليقات: