ماذا حدث للمصريين ؟ 12
اللغة العربية
كان مجمع اللغة
العربية الذى كان يضم أئمة العلم والأدب فى مصريتمتع بالإحترام الشديد والمهابة
التى كان جديرا بها .
كان الحصول على عضوية
هذا المجمع شرفا لا يدانيه شرف ، وتتويجا لحياة الأديب أو العالم أو المفكر لا
يطمع بعده فى المزيد من المجد .
لم يعد الأمر كذلك ،
بكل أسف ، الخطأ فى اللغة لم يعد شيئا يستحى منه المرء ، بل أصبح لفت النظر إلى
الخطأ وإعطاؤه أى إهتمام هو ما يستحى المرء منه .
مثال آخر شاع للأسف
عندنا بلا مسوغ أيضا ، وهو التعبير عن "الكتابات " بلفظ " الأدب
"، ذلك أن الكلمة Literature فى الإنجليزية معنيين : أحدهما هو الأدب
بمعنى العمل الأدبى ،
كالقصة والرواية والمسرحية والشعر ، والآخرهو مجرد "
الكتابات " أيا كان موضوع هذه الكتابات ونوعها . ومن ثم يجوز أن نقول بالإنجليزية (economic
Literature
) بمعنى الكتابات الإقتصادية .
ولكننا للأسف نقلنا الكلمة وترجمناها بمعناها الأول(الأدب) للتعبير عن
المعنى الثانى (وهو الكتابات ) فنقول " الأدب الإقتصادى " مثلا أو
" الأدب الإجتماعى " .
ولا أدرى كيف قدر لهذا التعبير الإنتشار لهذه الدرجة ، اللهم إلا إذا
إفترضنا أن كثيرا من الكتاب يتعمدون إستخدام تعبيرات غامضة وغير مفهومة لإيهام
القارئ بأن وراء ما يكتبونه معانى خطيرة وعميقة لا تسعها عقول أمثالنا !
وقل ذلك عن إنتشار كلمات ثقيلة وغريبة مثل " آلية " ، و
"مصداقية " ، و " اشكالية " ....إلخ .
ذلك أن العلة التى أصابت اللغة لعربية لا تتعلق فقط ولا أساسا " بعدم
القدرة " بل " بعدم الرغبة " .
وإذا كان هذا صحيحا ، وهو فى رأيى كذلك فلن يكفى لعلاج هذه العلة أن نخرج
العدد الكافى من المعلمين الأكفاء ، وأن نراعى ألا يتم التوسع فى الكم على حساب
الكيف ،
إذ أن أصل اللغة فى رأيى يكمن فى "النفس "لا فى "العقل
".
0 التعليقات:
إرسال تعليق