10‏/03‏/2016

ماذا حدث للمصريين ؟ 13

ماذا حدث للمصريين ؟ 13

الهجرة

كتب أبى (الأستاذ أحمد أمين) فى كتاب" حياتى " : توجس المصرى من السفر وكراهيته للهجرة صحيح .
ويردد بتأثر أغنية سيد درويش " المركب اللى بتجيب أحسن من اللى بتودى "

يصف جمال حمدان مصر بأنها فى عزلة من طرف واحد ، عزلة من الداخل ، إلا أن العالم لا ينى يأتى إليها ، منطقة دخول لا خروج ...

يكاد يأتى إليها كل شئ وإن قل أن تذهب هى إلى أحد : التجارة ، البحارة ، الهجرات والغزوات ، الإستعمار . (هل نضيف حتى النيل ، حتى الرياح ) .

الأمر مدهش لأنه لم يكن يتوقعه أحد ، فى ظل هذه الفكرة عن المصرين من أنهم شعب لا يهاجر ويخاف الغربة .
 فها هم المصريون يقبلون على السفر والهجرة لدرجة أن يكون بين الأربعين مليونا من المصريين فى أواخر السبعينات ثلاثة أو أربعة ملايين فى الخارج ، بل وأن يتنافس المصريون على السفر ، ويكون السفر بالنسبة لهم بمثابة شهادة ميلاد جديدة ، وأن يترك الزوج أسرته ويسافر أو تترك المرأة أسرتها وتسافر ، وتقبل الأسرة ذلك من الزوج أو حتى من الزوجة .

ما سر هذا التحول المفاجئ والغير متوقع ؟

هل صعوبات الحياة هى السبب ؟

لكن الحياة لم تكن سهلة بأى حال من الأحوال طوال العقود السابقة .

    من المؤكد أن للأمر علاقة وثيقة " بثورة التطلعات " ، وأعنى بذلك أن الأمل فى تحسين مستوى المعيشة  قد أصبح فجأة ممكنا .

وقد ساعد فى تشجيع المصريين على الهجرة أن البلاد التى يسافون إليها بلاد تتكلم العربية ، والمدنية الحديثة جعلت الدول تتقارب فى عاداتها ومظاهر حياتها أكثر بكثير من ذى قبل .

ثم جاء الإنخفاض النسبى فى أسعار السفر بالطائرة .


السيارة الخاصة

السيارة الخاصة رمز من رموز الصعود الإحتماعى ،
 فالمهم هنا ليس مقدار الراحة أو العناء الذى تجلبه السيارة ، بل مجرد واقعة إقتنائها وتملكها .
                        
أفراح الأنجال

إعتاد المصريون أن يربطوا بين الإحتفال بأى حدث سعيد وبين الحلويات والسكريات ،
 ربما كان ذلك بسبب قلة ما يحتويه طعامهم اليومى من مواد سكرية ، بما فى ذلك الفاكهة ، حتى ليشيرون إلى ندرة شئ ما بأنه " فاكهة " .

        لكن التطور الرهيب الذى حدث هو ذلك المتعلق بالميكروفونات وإرتفاع صوت الموسيقى والغناء إرتفاعا فظيعا ، وهو أمرلا يفهمه أحد ، ولا يستطيع أحد حتى الآن تفسيره تفسيرا مقنعا .

ومن المحتمل أن يكون صاحب القرار فيما يتعلق بإرتفاع الصوت وغيره من القرارات لم يعد موجودا فى الحفل أصلا بعد أن أصدر أوامره بما يجب أن يحدث .

الجميع أيضا يبدون مسلوبى الإرادة فيما يتعلق بمصور الفيديو بل إن العروسين نفسيهما يبدوان على استعداد للاستسلام  الكامل لأوامره .

وقد أقسم لى صديق مؤخرا أنه يعرف عائلة بعد أن إنتهت من حفل زفاف ابنتها أصيبت بصدمة هائلة وأسى بالغ إذ إكتشفت أن فيلم الفيديو قد أصابه عطب فلم يعد لدى أهل العروسين أى فيلم يسجل الزفاف ، فإذا بهم لا يجدون مندوحة عن إعادة حفل الزفاف من جديد حتى يحصلوا على شريط الفيديو .


باختصار ، بانتقال الزفاف من البيت إلى الفندق ، كاد الأمر يخرج تماما من يد أهل العروس والعريس ، ليصبح صاحب الأمر والنهى فيه المدير المسئول فى الفندق . 

0 التعليقات: