10‏/03‏/2016

ماذا حدث للمصريين ؟ 11

ماذا حدث للمصريين ؟ 11


مركز المرأة

كانت أمى تمثل جيلا كاملا من النساء المصريات اللاتى تربين وترعرعن على نظرة غريبة حقا إلى الرجال ، تدور على إعتبارهم فى الأساس مصدر أمنهم الإقتصادى ، ولكنه مصدر غير موثوق به ، ومعرض للتقلب والتحول فى أى لحظة ، ومن ثم فعليهم التدرب على فن الإبقاء عليه ، وإتقان هذا الفن ،وإلا تعرضن لمصير لا يحسدن عليه .

إنى لا أبالغ بالقول بأن العلاقة بين الزوجين كانت بناء على ذلك اقرب إلى العلاقات السياسية التى تحكمها فنون الحرب والدبلوماسية والملاوعة والمراوغة منها إلى العلاقات العاطفية .

كانت المرأة أيام أمى ، إذا إمتدحت الرجل ، أشادت فى الأساس بأنه " لا يترك شيئا يحتاجه البيت إلا قام بتلبيته " .
أفضل الرجال كان هو" سخى اليد " وأسوؤهم هو من ينفق أمواله " خارج البيت " ، على الكيف أو القمار أو النساء .

وكانت تغتفر له أشياء كثيرة ، مما لا تغتفر له الآن ، إذا كان ينفق بسخاء على أهل بيته .

كان الحزن الذى يخيم على أغانى الحب طوال النصف الأول من القرن ، واليأس التام من ملاقاة الحبيب ، ولهيب الشوق الذى لايمكن إطفاؤه ...إلخ ، كلها تعكس إنفصالا حديديا بين الجنسين ، أو زواجا لم يكن لأحد الطرفين اليد العليا فى إتمامه  .

يجب ألا ننخدع كثيرا بالحجاب الذى ترتديه المرأة المصرية بكثرة فى أيامنا هذه ، فنظن أنه يقترن برجوع المرأة المصرية إلى الوراء ، فالحقيقة غير ذلك تماما .


     لقد حققت المرأة المصرية فى الخمسين عاما الماضية درجة تستحق الإعجاب حقا من الإستقلال الإقتصادى ومن التفتح ومن الثقة بالنفس ومن الجرأة على التعبير عن نفسها ومشاعرها الحقيقية . 

0 التعليقات: