ماذا حدث للمصريين ؟ 10
الوظيفة الحكومية
قد يبدو لأول وهلة أن
العقدين التاليين (الخمسينات والستينات) قد زادا هذا المبدأ رسوخا -إذا فاتك الميري اتمرمغ في ترابه - وأن التعلق
بالوظيفة الحكومية إشتد بسبب إتساع نشاط الحكومة إتساعا مذهلا خلال العقدين ،
مع
ما حدث من تأميمات وحراسات وإنشاء المصانع والمدارس والجامعات والمسارح الجديدة
وكلها مملوكة للدولة، وزيادة التدخل الحكومى فى كل نشاط من أنشطة الحياة : الزراعة
عن طريق الإصلاح الزراعى ،
والصناعة والتجارة عن طريق التأميم وفرض القيود على
الإستثمارات الجديدة والبناء ، عن طريق إشتراط التراخيص والتصاريح والسفر والهجرة
بإشتراط الحصول على تأشيرات الخروج ، والثقافة والإعلام بتأميم الصحف وإزدياد
النشاط الحكومى فى النشروالترجمة وإنشاء التليفزيون ،
بالإضافة طبعا إلى التوسع
الكبير فى حجم الجيش والخدمات المتصلة بالأمن والمخابرات .....إلخ .
لم يكد يبقى فى
الحقيقة غير الميرى .
فى السبعينات بدأت
فكرة "إن فاتك الميرى .." فى الانحسار
إذ بدأت تتكاثر
الأمثلة الدالة على إمكانية تحقيق نجاح مادى ملحوظ بقيامك بنشاط إقتصادى حر
لاعلاقة له بالدولة .
فى الجانب الآخر كان
العاملون بالحكومة يعانون الظاهرة العكسية بالضبط : تراجع واضح فى مركزهم النسبى
إذا قورن بالأمثلة الناجحة نجاحا صارخا فى القطاع الخاص ،
فالتضخم الىذى ساعد
تكوين أمثلة ناجحة جدا فى القطاع الخاص عمل على تحطيم وتدمير المركز الإقتصادى والإطمئنان
النفسى الذين كان يتمتع بهم الموظف الحكومى .
وكان هذا هو أحد
المعانى الأساسية فى رواية " أهل القمة "
لنجيب محفوظ .
وهكذا إنخفضت نسبة
العاملين بالحكومة بين جيلى وجيل أبنائى من 100 % (مائة بالمائة )
إلى 16% (ستة
عشر بالمائة ) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق