10‏/03‏/2016

ماذا حدث للمصريين ؟ 10

ماذا حدث للمصريين ؟ 10

الوظيفة الحكومية

قد يبدو لأول وهلة أن العقدين التاليين (الخمسينات والستينات) قد زادا هذا المبدأ رسوخا  -إذا فاتك الميري اتمرمغ في ترابه - وأن التعلق بالوظيفة الحكومية إشتد بسبب إتساع نشاط الحكومة إتساعا مذهلا خلال العقدين ، 
مع ما حدث من تأميمات وحراسات وإنشاء المصانع والمدارس والجامعات والمسارح الجديدة وكلها مملوكة للدولة، وزيادة التدخل الحكومى فى كل نشاط من أنشطة الحياة : الزراعة عن طريق الإصلاح الزراعى ، 

والصناعة والتجارة عن طريق التأميم وفرض القيود على الإستثمارات الجديدة والبناء ، عن طريق إشتراط التراخيص والتصاريح والسفر والهجرة بإشتراط الحصول على تأشيرات الخروج ، والثقافة والإعلام بتأميم الصحف وإزدياد النشاط الحكومى فى النشروالترجمة وإنشاء التليفزيون ،

 بالإضافة طبعا إلى التوسع الكبير فى حجم الجيش والخدمات المتصلة بالأمن والمخابرات .....إلخ .
لم يكد يبقى فى الحقيقة غير الميرى .
فى السبعينات بدأت فكرة "إن فاتك الميرى .." فى الانحسار

إذ بدأت تتكاثر الأمثلة الدالة على إمكانية تحقيق نجاح مادى ملحوظ بقيامك بنشاط إقتصادى حر لاعلاقة له بالدولة .

فى الجانب الآخر كان العاملون بالحكومة يعانون الظاهرة العكسية بالضبط : تراجع واضح فى مركزهم النسبى إذا قورن بالأمثلة الناجحة نجاحا صارخا فى القطاع الخاص ،

فالتضخم الىذى ساعد تكوين أمثلة ناجحة جدا فى القطاع الخاص عمل على تحطيم وتدمير المركز الإقتصادى والإطمئنان النفسى الذين كان يتمتع بهم الموظف الحكومى .

وكان هذا هو أحد المعانى الأساسية فى رواية " أهل القمة "
لنجيب محفوظ .


وهكذا إنخفضت نسبة العاملين بالحكومة بين جيلى وجيل أبنائى من 100 % (مائة بالمائة )
 إلى 16% (ستة عشر بالمائة ) .

0 التعليقات: