09‏/08‏/2009

دستور أمة الإسلام - جمل مختارة 9

تربية الأمة بالأسوة الحسنة

( فأسس رسول الله صلي الله عليه وسلم المسجد وأسسوا معه .. وبناه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه ، وجعل ينقل الحجارة معهم بنفسه ويقول : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ..) محمد بن سعد الواقدي

وبالفعل بمجرد قيام المسجد تحولت المدينة إلي " عاصمة" .. الإسلام لا بالمعني السياسي فحسب ، بل بالمعني الديني الإسلامي ، فهنا تؤدي الصلاة . والصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي فهي عاصمة من الضلال ..

لهذا لم يقدم الرسول صلي الله عليه وسلم علي إنشاء المسجد شيئاً

وهناك حقيقة أخري تتصل بمسجد الرسول صلي الله عليه وسلم لها أهميتها بالنسبة لمبحثنا هذا : هي أن الرسول صلي الله عليه وسلم اشترك في بنائه بنفسه ، عمل بيده في البناء

حتي قال الصحابة
لئن قعدنا والنبي يعمل فذاك منا العمل المضلل

وهذا البيت من الشعر يضع يدنا علي العبرة من اشتراك الرسول صلي الله عليه وسلم في العمل في بناء مسجد الجماعة بيده ، إنها الأسوة الحسنة

فالأسوة الحسنة هي السبيل التي اختارها الرسول صلي الله عليه وسلم لتكون سبيله لتربية جماعته ، كان إذا أراد من المسلمين أن يعملوا عملاً بدأ هو العمل بنفسه دون أن يصدر أمراً

...

وسورة التوبة أو براءة هي كما قلنا سورة التقنين والتشريع النهائي للكثير من الأصول التي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم وكل جماعة مسلمة .
إذن فالأسوة الحسنة واجب وفرض علي كل من ولي أمراً من أمور المسلمين بدلاً من إصدار الأوامر

...
وحتي في المغازي لم يكن الرسول صلي الله عليه وسلم حتي نزلت سورة براءة يصدر أمراً للناس بالخروج ، بل كان يستعد ويتأهب .

حتي أبو بكر كان أحياناً لا يعرف أن الرسول صلي الله عليه وسلم خارج إلي غزاة . كان يعلم عن طريق ابنته أم المؤمنين عائشة ، فيسرع ويعد نفسه ، ويخرج الرسول صلي الله عليه وسلم ومن حضر إلي خارج المدينة ، ويعسكر في موضع يسمي الجرف شمال المدينة وينتشر الخبر ويتلاحق الناس بالرسول صلي الله عليه وسلم ، وهو ينتظرهم يوماً أو بعض يوم ثم ينهض لغزاته بمن حضر .

لأن الأسوة الحسنة هي تأديب عن طريق إيقاظ الضمير وإذا استيقظ ضمير الجماعة أصبح قانونها وشرعتها ومنهاجها في الحياة . والقرآن كله ، والإسلام كله إيقاظ للضمير والضمير الحي يفتح الطريق إلي الله وإلي الفضائل

0 التعليقات: