دستور أمة الإسلام - جمل مختارة 10

تري كم تكلف بناء هذا المسجد الضخم ومساحته 3280 مترا ونيف ، لقد كان أساسه علي عمق متر وثلاثة أرباع المتر من الحجر ثم رفع سوره باللبن وجعل جانبا بابه الرئيسي من الحجر وأنشيء فيه عريش بيت الصلاة من جذوع النخل وجعلت الصفة في آخره هذا إلي غرف الرسول صلي الله عليه وسلم

كل ذلك تكلف عشرة دنانير هي ثمن الأرض ، استقرضه الرسول صلي الله عليه وسلم من صاحبه أبي بكر ودفعه ثمناً للأرض
والباقي : ثمن الحجر وتنجيره واللبن ( بفتح اللام المشددة وكسر الباء) وعمله وجانبا الباب والعريش والصفة وغرف الرسول صلي الله عليه وسلم ؟ هذا كله بنته المحبة بناه الإيمان وتعاون الجماعة .

لقد تكلف بناء المسجد عشرة دنانير في حساب المال
ولكن تكاليفه في حساب القلوب والإيمان ألوف بعد ألوف وهذا ما نسميه يا أخي القاريئ ببركة الإيمان وهي تعدل مال الأرض جميعاً وتزيد .

ونحن يا أخي نملك الملايين بعد الملايين فلماذا نبني بالملايين بعد الملايين ؟

لأن البركة معدومة ، والبركة تأتي من الإيمان . والإيمان هو كل شيء في هذه الحياة .. ولو آمنت أمة الإسلام جيلا بعد جيل لما ذهبت عنها بركة الإيمان ولكانت اليوم أغني الأمم وخير أمة أخرجت للناس ، ولكانت الأرض كلها اليوم إيمانا وإسلاماً..وما نقول هذا مواعظ ولا أماني ، إنما هي حقيقة ، وانظروا إلي ما فعل أجدادكم بالإيمان . لقد فتح المسلمون أيام الرسول صلي الله عليه وسلم وأيام الراشدين نصف الدنيا بدون مال وأين كانت الخزائن التي كان ينفق منها الرسول صلي الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ؟ إنها خزائن القلوب والصدور .. خزائن الإيمان .