لم تعد بيعة العقبة الثانية كافية لتنظيم أمور الأمة التي كانت تتطور تطورا سريعا ، وتسير خطوة خطوة نجو الغاية التي رسمها الله سبحانه وتعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم ،
كان لابد من أساس تشريعي جديد يقوم علي الشوري والتراضي والاقتناع ، ولا يقوم قط علي الأمر والتسلط والتحكم ، فهذه أمة الإٍسلام وأمة الانسان الحر الذي يشعر أنه عضو في جماعة حرة خيرة يقوم أمرها علي التراضي والتشاور والاقتناع ، وهدفها خدمة الجماعة كلها والتساوي في الحقوق والواجبات بين أفرادها جميعاً .
لذا عندما أحس الرسول صلي الله عليه وسلم أن أصحابه من أهل المدينة يريدون أن يشاركوا في ذلك العمل العظيم الذي بدأه وسار فيه ، شرع في التشاور معهم ومع بقية أصحابه في وضع أساس قانوني أو قل شرعي أو تشريعي لبناء الأمة الجديدة
بعبارة واحدة نستعيرها من مفهومات عصرنا : كان لابد من إعلان قيام الأمة ووضع شريعتها أو دستورها وتحديد الالتزامات المعنوية والمادية التي يتطلبها الدخول في الأمة حتي يدخل فيها من يريد الدخول علي بينة . وحتي يعلم أنه بدخوله هذا يدخل في أمة وعهد وعقد ، بل يدخل في عصر جديد من حياته لا علاقة له بما مضي من عمره .
ولست أٌقول هذا علي سبيل الإنشاء أو الاسترسال مع التأمل ، فهذا الذي نكتبه إنما هو تاريخ للإسلام جديد يقوم علي منهج في البحث والاستقراء جديد .
وقد سبق أن رأينا أن أمة الإسلام قد جرفتها الحوادث من منتصف العصر الراشدي وحملتها في تيار جاهلي لا يتفق مع طبيعة الإسلام وبناء أمته وغايات هذه الأمة ، فدخلنا في عصور ( الخلافة – الملك ) التي حولت أمة الإسلام إلي دولة دنيوية من طراز الدول السابقة علي الإسلام ، أي من طراز الدول التي جاء الإسلام ليزيلها ويحرر الناس من ربقتها ، ويدخلها في عصر الأمة الحرة المؤمنة التي تقوم علي الإنسان الحر الكريم المحترم الذي يقوم بالتزاماته نحو الأمة ، لأنه إنسان مؤمن حر كريم محترم لا رعية لملك مستبد أو طاغية غاشم .
ومن الغريب أن الفكر السياسي الإسلامي كله إنحصر في موضوع واحد ( الخلافة – الملكية) هذا ، من يستحقها ومن لا يستحقها ...
وكيف يستطيع ( الخليفة – الملك ) أن يكون رءوفا رحيما برعيته ، وما الذي يصلح السلطان وما الذي يفسده وما إلي هذا من المباحث الفرعية البعيدة جدا عن طبيعة الإسلام وغاياته
ونحن لا نريد بهذا أن نقول : إن الخلافة ليست من الإسلام ، أو أن الملك يتعارض مع الإسلام ، فإن الخلافة أو الملك أو السلطنة وما إليها صور شكلية لممارسة تنظيم أمورالأمة ، فالإسلام لا ينكر الخلافة ولا ينكر الملك أو الإمارة ، فهذه كلها أشكال تنظيمية إذا ارتضتها الأمة واختارتها لم يكن بها بأس ، ولكنها تظل كما قلت تنظيمات شكلية .. للأمة أن تصوغها كيف تشاء
أما أن يكون الإسلام مجرد راية نرفعها أو ظلال نسير تحتها فكلام لا معني له ، بل هو تضليل واضح ، فالقرآن ليس راية والسنة ليست ظلالا ،إنما القرآن والسنة حياة ينبغي أن نعيشها في عمق كما عاشها الرسول صلي الله عليه وسلم وصحبه ، ولأنهم عاشوها في عمق فقد استطاعوا أن ينشئوا للإنسانية كلها عصراً جديداً دخلت فيه أمم بعد أمم ..
كان لابد من أساس تشريعي جديد يقوم علي الشوري والتراضي والاقتناع ، ولا يقوم قط علي الأمر والتسلط والتحكم ، فهذه أمة الإٍسلام وأمة الانسان الحر الذي يشعر أنه عضو في جماعة حرة خيرة يقوم أمرها علي التراضي والتشاور والاقتناع ، وهدفها خدمة الجماعة كلها والتساوي في الحقوق والواجبات بين أفرادها جميعاً .
لذا عندما أحس الرسول صلي الله عليه وسلم أن أصحابه من أهل المدينة يريدون أن يشاركوا في ذلك العمل العظيم الذي بدأه وسار فيه ، شرع في التشاور معهم ومع بقية أصحابه في وضع أساس قانوني أو قل شرعي أو تشريعي لبناء الأمة الجديدة
بعبارة واحدة نستعيرها من مفهومات عصرنا : كان لابد من إعلان قيام الأمة ووضع شريعتها أو دستورها وتحديد الالتزامات المعنوية والمادية التي يتطلبها الدخول في الأمة حتي يدخل فيها من يريد الدخول علي بينة . وحتي يعلم أنه بدخوله هذا يدخل في أمة وعهد وعقد ، بل يدخل في عصر جديد من حياته لا علاقة له بما مضي من عمره .
ولست أٌقول هذا علي سبيل الإنشاء أو الاسترسال مع التأمل ، فهذا الذي نكتبه إنما هو تاريخ للإسلام جديد يقوم علي منهج في البحث والاستقراء جديد .
وقد سبق أن رأينا أن أمة الإسلام قد جرفتها الحوادث من منتصف العصر الراشدي وحملتها في تيار جاهلي لا يتفق مع طبيعة الإسلام وبناء أمته وغايات هذه الأمة ، فدخلنا في عصور ( الخلافة – الملك ) التي حولت أمة الإسلام إلي دولة دنيوية من طراز الدول السابقة علي الإسلام ، أي من طراز الدول التي جاء الإسلام ليزيلها ويحرر الناس من ربقتها ، ويدخلها في عصر الأمة الحرة المؤمنة التي تقوم علي الإنسان الحر الكريم المحترم الذي يقوم بالتزاماته نحو الأمة ، لأنه إنسان مؤمن حر كريم محترم لا رعية لملك مستبد أو طاغية غاشم .
ومن الغريب أن الفكر السياسي الإسلامي كله إنحصر في موضوع واحد ( الخلافة – الملكية) هذا ، من يستحقها ومن لا يستحقها ...
وكيف يستطيع ( الخليفة – الملك ) أن يكون رءوفا رحيما برعيته ، وما الذي يصلح السلطان وما الذي يفسده وما إلي هذا من المباحث الفرعية البعيدة جدا عن طبيعة الإسلام وغاياته
ونحن لا نريد بهذا أن نقول : إن الخلافة ليست من الإسلام ، أو أن الملك يتعارض مع الإسلام ، فإن الخلافة أو الملك أو السلطنة وما إليها صور شكلية لممارسة تنظيم أمورالأمة ، فالإسلام لا ينكر الخلافة ولا ينكر الملك أو الإمارة ، فهذه كلها أشكال تنظيمية إذا ارتضتها الأمة واختارتها لم يكن بها بأس ، ولكنها تظل كما قلت تنظيمات شكلية .. للأمة أن تصوغها كيف تشاء
أما أن يكون الإسلام مجرد راية نرفعها أو ظلال نسير تحتها فكلام لا معني له ، بل هو تضليل واضح ، فالقرآن ليس راية والسنة ليست ظلالا ،إنما القرآن والسنة حياة ينبغي أن نعيشها في عمق كما عاشها الرسول صلي الله عليه وسلم وصحبه ، ولأنهم عاشوها في عمق فقد استطاعوا أن ينشئوا للإنسانية كلها عصراً جديداً دخلت فيه أمم بعد أمم ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق