العدمية
إن نيتشه الذي فهم انحلال المجتمع كما لم يفهمه أحد سواه ، يسلم بأن العدمية سمة أساسية من سمات هذا الانحلال ، وقد أعلن ازدهار العدمية بقوله : " إن حضارتنا الأوروبية بأسرها تتحرك منذ أمد طويل ، بتوتر عنيف يزداد من جيل إلي جيل ، نحو شيء كأنه الكارثة الشاملة : بقلق وقوة واندفاع ، كما وصف العصر الذي قذف بنا إليه ( وفكرة القذف بالناس إلي عصرهم هذه أصبحت من الأفكار الوجودية " بقوله :
" إنه عصر الانحلال والتفكك الداخلي الكامل ... والعدمية الراديكالية إنما تعني الاقتناع بأن الوجود ليس له معني ... إن العدمية ليست علة الانحلال وإنما هي منطقه " .
الفنان العدمي لا يدرك عادة أنه يسلم في الواقع للأوضاع البرجوازية الرأسمالية ، وأنه عندما يستنكر كل شيء وينكر كل شيء إنما يصفح عن تلك الأوضاع التي يري فيها إطارا مسايراً للبؤس الشامل
فاللهجة الراديكالية التي يحملها الاتهام العدمي لها نكهة ثورية ، وبذا تستطيع اجتذاب السخط نحو مسارب غير مجدية وتلقي به إلي حالة من اليأس والسلبية
حيث أنه لابد من وجود درجة عالية من الوعي الاجتماعي من أجل تصوير الجديد في شموله ، فأسهل من ذلك كثيرا ألا يري المرء غير البشاعة والقسوة ، غير واجهة العصر الخربة ، وأن يستنكرها ، ذلك أسهل من النفاذ إلي جوهر ما يوشك أن ينشأ ، خاصة وأن الانحلال أكثر تنوعا وأشد إثارة وأبرع تشويقا في المدي القريب من العمل الشاق لإقامة عالم جديد ..
ثم كلمة أخيرة : إن العدمية لا تلقي علي صاحبها التزاما ما ..
إن نيتشه الذي فهم انحلال المجتمع كما لم يفهمه أحد سواه ، يسلم بأن العدمية سمة أساسية من سمات هذا الانحلال ، وقد أعلن ازدهار العدمية بقوله : " إن حضارتنا الأوروبية بأسرها تتحرك منذ أمد طويل ، بتوتر عنيف يزداد من جيل إلي جيل ، نحو شيء كأنه الكارثة الشاملة : بقلق وقوة واندفاع ، كما وصف العصر الذي قذف بنا إليه ( وفكرة القذف بالناس إلي عصرهم هذه أصبحت من الأفكار الوجودية " بقوله :
" إنه عصر الانحلال والتفكك الداخلي الكامل ... والعدمية الراديكالية إنما تعني الاقتناع بأن الوجود ليس له معني ... إن العدمية ليست علة الانحلال وإنما هي منطقه " .
الفنان العدمي لا يدرك عادة أنه يسلم في الواقع للأوضاع البرجوازية الرأسمالية ، وأنه عندما يستنكر كل شيء وينكر كل شيء إنما يصفح عن تلك الأوضاع التي يري فيها إطارا مسايراً للبؤس الشامل
فاللهجة الراديكالية التي يحملها الاتهام العدمي لها نكهة ثورية ، وبذا تستطيع اجتذاب السخط نحو مسارب غير مجدية وتلقي به إلي حالة من اليأس والسلبية
حيث أنه لابد من وجود درجة عالية من الوعي الاجتماعي من أجل تصوير الجديد في شموله ، فأسهل من ذلك كثيرا ألا يري المرء غير البشاعة والقسوة ، غير واجهة العصر الخربة ، وأن يستنكرها ، ذلك أسهل من النفاذ إلي جوهر ما يوشك أن ينشأ ، خاصة وأن الانحلال أكثر تنوعا وأشد إثارة وأبرع تشويقا في المدي القريب من العمل الشاق لإقامة عالم جديد ..
ثم كلمة أخيرة : إن العدمية لا تلقي علي صاحبها التزاما ما ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق