البداية عهد وميثاق
الإسلام صراط أو طريق مستقيم يؤدي رأساً إلي مجتمع العدل والأمن والأمان والرخاء ، وكل ما تضعه عادة تحت عبارة " سعادة البشر" ، فإذا لم تصل الأمة إلي هذه الغاية فمعني هذا أنها خرجت عن هذا الطريق ، فوصلت إلي غاية غير تلك الغاية .
في موضوع خطير كهذا لا يجوز أن نرد الانتكاس الخطير الذي أوجزنا وصفه آنفا إلي " نسيان الأمة دينها وانصرافها عن عبادتها من صلاة وصوم وزكاة " فهذا كلام وعاظ مساجد يبيعون للناس كلاماً علي قدر الرواتب التي يتقاضونها .
...
سورة براءة كشفت عن حال أمة الاسلام كلها في نهاية المرحلة الأولي من مراحل بنائها : مرحلة الإنشاء والتكوين وبناء الأساس ، ليعرف المسلمون حقيقة أمرهم ويصححوا مسارهم قبل أن يدخلوا في المرحلة الثانية ، مرحلة نشر الدعوة خارج جزيرة العرب .
...
... أما أسلوب الوعاظ ومن جري مجراهم من أهل العلم في الأجيال السالفة ممن حولوا الدين والكلام في الدين إلي معلبات بل إلي معتقات والعلم لا يصلح أمره مع التعليب أو التعتيق لأنه لابد أن يكون جديداً دائماً حياً أبداً نابعاً من الحياة وصاباً فيها.
فالذي أريد أن أٌوله هو أننا ينبغي أن نتحرر من تلك المأثورات التي توقف الذهن وتشل حركته وتجهد في ربط الفكر بالأمس فيظل نظر صاحب العلم ناظراً إلي الخلف مع أن العلم في صميمه كشف للمجهول ونظر دائم للأمام .
في سنة 611م ( 2 قبل الهجرة ) كانت بيعة العقبة الأولي وفي عام 612م ( خلال عام 1 قبل الهجرة ) كانت بيعة العقبة الثانية ، والعقبة الثانية هي بداية قيام أمة الإسلام
ويستوقف نظرنا أن محمداً صلي الله عليه وسلم ، وهو الباحث عن قوم يقيم فيهم وبهم الدعوة ، يتحدث إلي أولئك الناس حديث السيد الذي يعرف مايريد ، فهو لا يطلب الحماية أو المأوي .. إنما يخاطب مؤمنين به ويسألهم إن كانوا قادرين علي القيام بأمر دعوته ، أي أنه من اللحظة الأولي كان يريد أن يعقد عهداً موثقاً ( بيعة ) مع قوم لا يكتفون بالدخول في الإسلام ، بل يعاهدون صاحب الرسالة علي أن يؤكدواما التزموا به في العقبة الأولي من الايمان بالله الواحد " علي ألا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأ{جلنا ، فإن وفيتم فلكم الجنة ". ويتعهدوا إلي جانب ذلك بأن يقوموا بحماية هذه الدعوة
الإسلام صراط أو طريق مستقيم يؤدي رأساً إلي مجتمع العدل والأمن والأمان والرخاء ، وكل ما تضعه عادة تحت عبارة " سعادة البشر" ، فإذا لم تصل الأمة إلي هذه الغاية فمعني هذا أنها خرجت عن هذا الطريق ، فوصلت إلي غاية غير تلك الغاية .
في موضوع خطير كهذا لا يجوز أن نرد الانتكاس الخطير الذي أوجزنا وصفه آنفا إلي " نسيان الأمة دينها وانصرافها عن عبادتها من صلاة وصوم وزكاة " فهذا كلام وعاظ مساجد يبيعون للناس كلاماً علي قدر الرواتب التي يتقاضونها .
...
سورة براءة كشفت عن حال أمة الاسلام كلها في نهاية المرحلة الأولي من مراحل بنائها : مرحلة الإنشاء والتكوين وبناء الأساس ، ليعرف المسلمون حقيقة أمرهم ويصححوا مسارهم قبل أن يدخلوا في المرحلة الثانية ، مرحلة نشر الدعوة خارج جزيرة العرب .
...
... أما أسلوب الوعاظ ومن جري مجراهم من أهل العلم في الأجيال السالفة ممن حولوا الدين والكلام في الدين إلي معلبات بل إلي معتقات والعلم لا يصلح أمره مع التعليب أو التعتيق لأنه لابد أن يكون جديداً دائماً حياً أبداً نابعاً من الحياة وصاباً فيها.
فالذي أريد أن أٌوله هو أننا ينبغي أن نتحرر من تلك المأثورات التي توقف الذهن وتشل حركته وتجهد في ربط الفكر بالأمس فيظل نظر صاحب العلم ناظراً إلي الخلف مع أن العلم في صميمه كشف للمجهول ونظر دائم للأمام .
في سنة 611م ( 2 قبل الهجرة ) كانت بيعة العقبة الأولي وفي عام 612م ( خلال عام 1 قبل الهجرة ) كانت بيعة العقبة الثانية ، والعقبة الثانية هي بداية قيام أمة الإسلام
ويستوقف نظرنا أن محمداً صلي الله عليه وسلم ، وهو الباحث عن قوم يقيم فيهم وبهم الدعوة ، يتحدث إلي أولئك الناس حديث السيد الذي يعرف مايريد ، فهو لا يطلب الحماية أو المأوي .. إنما يخاطب مؤمنين به ويسألهم إن كانوا قادرين علي القيام بأمر دعوته ، أي أنه من اللحظة الأولي كان يريد أن يعقد عهداً موثقاً ( بيعة ) مع قوم لا يكتفون بالدخول في الإسلام ، بل يعاهدون صاحب الرسالة علي أن يؤكدواما التزموا به في العقبة الأولي من الايمان بالله الواحد " علي ألا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأ{جلنا ، فإن وفيتم فلكم الجنة ". ويتعهدوا إلي جانب ذلك بأن يقوموا بحماية هذه الدعوة
وعندما نسمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " علي أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " فإننا ينبغي أن نفهم من ذلك أن المراد بالمنعة هنا الإسلام نفسه . لأن محمداً صلي الله عليه وسلم لم يكن يبحث عن قوم يعيش آمناً في كنفهم في سكون .وإذا كان مجرد الأمن هو مطلبه ففيم الهجرة وفيم طلب المنعة ، وقريش كلها ترجوه من أكثر من عشر سنوات أن يكف عن الإصرار علي إدخلاهم في الإسلام ويدعوه آمنا ما شاء .
وإذا كان هؤلاء القوم أتوا ليأكدوا لمحمد صلي الله عليه وسلم أن الكثيرين من قومهم مالوا إلي دعوته ، فلماذا لم يذهب معهم دون عقد أوعهد ؟
ولم يكن في تقاليد العرب في الجاهلية ما يتطلب عقداً أو عهداً لكي يجير قوم رجلاً . كان يكفي أن يقول واحد من القوم إنه يجيره . بل كان يكفي أن يمس الرجل طنب الخيمة حتي يحق له الجوار ، ويكون المجير ملزماً في هذه الحالة بمنعه مما يمنع منه أهل بيته
إذن الذي كان يريده رسول الله صلي الله عليه وسلم هو عقد وعهد وميثاق بين الدعوة التي يحملها وأولئك الذين يعرضون أن يدخلوا فيها ويقوموا بحمايتها ، أي الذين يتصدون لكي يكونوا أمنها وقاعدتها .
واستمع إلي قول البراء بن معرور :(( فبايعنا يارسول الله صلي الله عليه وسلم ، فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر))
إذن كان يريد صلي الله عليه وسلم أن ينتقل إلي أولئك الناس علي شريعة أي دستور متفق عليه من الجانبين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق