24‏/10‏/2013

تحول السلطة - 26

تحول السلطة - 26
إن معالجة عدد متزايد باطراد من المتغيرات والطفرة الهائلة في قدرة معالجة البيانات تضع متخذي القرار أمام مشكلة فائض معلومات ضخم بدلا من مشكلة نقص معلومات.
وينجم عن هذا الوضع الجديد أن يغدو تأويل وتفسير المعلومات أهم من مجرد جمعها ، إذ لايوجد نقص في البيانات من مختلف النوعيات ، وإنما يندر فهمها .

حجم البيانات  وحده كفيل بارباك جيش من المحللين وهو ما يولد ضغوطا من أجل الأخذ بالنظام الآلي في بعض مهام التأويل والتفسير.
قد تتخذ القرارات أحيانا علي أساس خدع حقيقية لا هدف لها سوي تضليل السلطة.
غير أن هذه الا دوات تعني أن المنطق الذي تعتمد عليه القرارات سيكون مكمورا بشكل متزايد، بحيث يمكن القول بأنه سيغدو غير مرئي ، ومن المفارقات أن النظام المسئول عن توضيح المعلومات يفقد تدريجيا شفافيته بالنسبة لأغلب مستخدميه النهائيين.

من عصر أسرة الشانج الحاكمة في الصين إلي زمن أسرة البورجيا في إيطاليا دأب من بيدهم السلطة علي التلاعب بالحقيقة لخدمة مصلحتهم. إلا أن ما يتغير حاليا وبشكل مذهل هو المستوي الذي تدور عنده هذه الألعاب الذهنية.

وفي العقود القادمة سيواجه العالم مشكلات جديدة مثل احتمالات  حدوث كارثة بيئية عالمية وانهيار توازنات عسكرية راسخة واضطرابات  اقتصادية وتورات تكنولوجية . ويتطلب كل ذلك عملا سياسيا ذكيا قائماً علي فهم  جلي وواضح للأخطار والامكانات.

حروب البيانات
داراسة حكومية  عن النماذج  توضح أنه يمكن استخدام النماذج أيضاً للتعتيم علي مشكلة أو لتبرير موقف سابق أو تأخير اتخاذ قرار أو لإعطاء هذه المسألة أو تلك اهتماما رمزيا أكثر منه حقيقياً أو لتعقيد ومنع عملية اتخاذ القرار.

النماذج  الاعلاماتية تحدد في الواقع  من سيحصل علي ماذا .

المعلومات غير الوافية قد تساهم في انتقال السلطة السياسية.


0 التعليقات: