23‏/10‏/2013

تحول السلطة -23

تحول السلطة -23
كان المثل الأعلي بالنسبة للمجتمع الصناعي هو انصهار الجماعات المتباينة وامتزاجها، نظرا لحاجة هذا المجتمع إلي قوة عمل متجانسة، أما المثل الأعلي الجديد ، وهو التنوع فيتفق مع سمة عدم التجانس اليت تميز النظام الجديد لخلق الثروة.

في مقدمة نتائج تفكك المجتمع الجماهيري تغدو الحياة السياسية فجأة أكثر تعقيداً.

الأقليات المحورية:
زمن فرص الأقليات المحورية
إن أية مجموعة من هذه المجموعات الصغيرة تستطيع أن تمارس تأثيراً لا يتناسب إطلاقاً مع قوتها الذاتية إذا احتلت نقطة استراتيجية حاسمة في اللحظة المناسبة .

لقد ساهم العديد من العوامل بالطبع في صعود هتلر للسلطة غير أن علم النظم غير المتزنة الجديد يقدم، علي أية حال ، عنصرا من عناصر التفسير، فهذا العلم يوضح في الواقع أنه في لحظات عدم الاستقرار القصوي ، مثل تلك التي كانت عليها ألمانيا في تلك الفترة ، تحدث ثلاث ظواهر :
أولا : تلعب الصدفة دورا متناميا .
ثانيا: تكتسب ضغوط العالم الخارجي وزنا أكبر.
ثالثا: تولد التغذية الارتجاعية  الايجابية تأثيرات ضخمة تتزايد بشكل مطرد مثل كرة الثلج.

مثال  يكفي أن يصوب مراسل آلة تصويره  علي أصغر زمرة من المهوسيين السياسيين لكي يفرض علي العالم كله صورتهم المباشرة ويعطي بذلك هذه الزمرة أهمية أكبر بكثير  من التي تستطيع الحصول عليه بمفردها . ومنذ تلك اللحظة تصبح هذه المجموعة  من أحداث الساعة وتغطي وسائل  الاعلام الأخري  انشطتها مما يدعم تأثيرها علي الرأي العام وبذلك تتكون حلقة تغذية ارتجاعية موجبة .

0 التعليقات: