07‏/10‏/2013

تحول السلطة -14

تحول السلطة -14


اننا نعيش حاليا لحظة من لحظات التاريخ، تختفي فيها الحواجز القديمة ويهتز البناء الكامل للمعرفة الانسانية علي قواعده . لم نعد نكتفي بتجميع مزيد من الوقائع  والحقائق أيا كانت طبيعتها . ففي الوقت الذي نعيد فيه بناء هياكل الشركات والاقتصاد بكامله ، فاننا نعيد تنظيم انتاج وتزيع المعرفة ، ونبدل  كذلك الرموز التي تستخدم في توصيلها.
ماذا يعني ذلك؟
انه يعني أننا نخلق شبكات معرفة جديدة ونربط المفاهيم مع بعضها البعض بروابط مدهشة ، ونشيد تدرجات وتسلسلات مذهلة من الاستدلالات.

خيمياء المعلومات
المعرفة وهي مبدئياً لا تنضب تمثل البديل النهائي

ان التقنيات الاعلاماتية الجديدة ، التي قلبت اقتصاد الانتاج بالجملة رأسا علي عقب ، تنزع الي جعل تكلفة التنوع صفرا تقريبا  وهكذا الغي تدخل المعرفة التكلفة المرتفعة التي كانت تنجم في الماضي عن ادخل تغيير علي عملية الانتاج.

المعرفة مقابل رأس المال:
من منظر معين ، قد تمثل المعرفة علي المدي الطويل تهديدا للسلطة المالية، أكثر خطورة بكير من النقابات العمالية  أو الاحزاب السياسية المناهضة للرأسمالية.

الباركود  لم يكتف تأثيره علي زيادة سرعة عمليات الدفع عند خزينة التحصيل ولا علي تحسين  عمليات المحاسبة ، لقد تجاوز ذلك وأدي إلي انتقال السلطة.
السلطة انتقلت الي تاجر التجزئة الذي يستطيع الآن تتبع كل سلعة، ومعرفة حجم المبيعات والارباح لكل منها ، وكذلك توقع برمجة الدعاية لها والتكاليف والاسعار والخصومات واماكن عرضها فضلا عن عمليات الترويج الخاصة ومعدل دوران المخازن ...

لم يعد المنتج يملي علي تاجر التجزئة الكمية التي يتعين عليه شراؤها وانما أصبح تاجر التجزئة يفرض علي المنتجين دفع ما يسمي منحة عرض  للحصول علي حيز عرض  وقد تصل هذه المنحة في بعض الاحيان الي مبالغ مذهلة بالنسبة لبعض الاماكن المميزة.

تصبح البيانات التي يقوم تجار التجزئة بتجميعها سلاحا أكثر تهديدا ، عندما يتم تحليلها بواسطة الكمبيوتر.

كلما انتقلت السلطة ، يقدم تجار التجزئة شروطا أكثر تشددا لقد تخطوا مندوبي الشركات الصناعية المستقلين ويتعاملون الان مع الموردين مباشرة 

0 التعليقات: